"حتى لا ننسى: تاريخ الإخوان المسلمين في إشعال الحرائق من 1952 إلى حريق المجمع العلمي وبعد سقوط عرشهم "

 


كتبت سها البغدادي 

منذ نشأتها، ارتبط اسم جماعة الإخوان المسلمين بالعنف السياسي والتخريب تحت ستار الدين. ومن أبرز مظاهر هذا العنف: استخدام الحريق كوسيلة لترويع المجتمع أو تدمير رموز الدولة. شهدت مصر عدة حرائق كبرى عبر تاريخها، ارتبط بعضها بشكل مباشر أو غير مباشر بالجماعة، إما من خلال التخطيط أو التحريض أو الاستفادة السياسية من نتائجها.

١. حريق القاهرة الأول – 26 يناير 1952

أحد أعنف الحرائق في تاريخ مصر، نشب وسط حالة من الغليان السياسي بسبب الاحتلال البريطاني وسوء إدارة حكومة الوفد.

خلال ساعات، التهمت النيران 700 منشأة من دور سينما، فنادق، محلات كبرى، ومؤسسات.

لم يُعرف الفاعل بشكل قاطع، لكن كثيرًا من التحليلات تشير إلى تورط جماعة منظمة ذات طابع سياسي.

اتجهت أصابع الاتهام إلى الإخوان المسلمين أو بعض العناصر المتحالفة معهم ممن أرادوا تقويض حكم الوفد وتهيئة الأجواء لتغيير النظام.

الملفت أن الحريق جاء في توقيت بالغ الحساسية وأدى فعليًا إلى سقوط حكومة الوفد وتكليف علي ماهر، ما مهّد لاحقًا لثورة يوليو.

٢. بين الحريقين: تحركات سرية وعنف سياسي (1952–2011)

رغم الحظر، ظل الإخوان يتحركون في الخفاء ويستثمرون في الأزمات:

حادثة اغتيال القاضي الخازندار (1948) ورئيس الوزراء النقراشي (1948).

محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية (1954).

أعمال عنف محدودة خلال السبعينات والثمانينات.

٣. ما بعد الثورة: من يناير 2011 إلى حريق المجمع العلمي

بعد سقوط مبارك، بدأت مرحلة جديدة من التحريض والتخريب.

حريق المجمع العلمي – 17 ديسمبر 2011

خلال اعتصامات "مجلس الوزراء"، اندلعت النيران في المجمع العلمي.

المبنى العريق أنشئ عام 1798، وكان يضم أكثر من 200 ألف وثيقة نادرة.

الحرائق بدأت من داخل المبنى، مع غياب ملحوظ لمحاولات الإطفاء في بدايات الحريق.

توثيق بالفيديو يُظهر عناصر ملثمة تقترب وتلقي زجاجات حارقة.

دلالات الحريق:

لم يكن مجرد تخريب، بل محاولة لمحو هوية مصر العلمية والحضارية.

تمت في سياق سياسي اتسم بغياب الدولة وصعود التيارات المتطرفة للواجهة.

٤. بعد سقوط مرسي: الفوضى المنظمة (2013 وما بعدها)

بعد 30 يونيو وعزل مرسي، لجأت الجماعة إلى سياسة الأرض المحروقة:

إحراق أكثر من 80 كنيسة في يوم واحد.

تفجير مديريات أمن.

إحراق قطارات ومحطات ومحاكم.

التحريض العلني على العنف من منصات "رابعة" و"النهضة".

خاتمة

من حريق القاهرة في 1952، إلى حريق المجمع العلمي في 2011، إلى حرائق الكنائس والمنشآت في 2013، هناك خيط مشترك: استخدام النار كسلاح سياسي.

وحتى لا ننسى، علينا توثيق هذه اللحظات في الذاكرة الوطنية، وتربية الأجيال القادمة على معرفة من أحرق الوطن عندما لم يحكمه.





تعليقات