كتبت .. سها البغدادي
البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، يُعد من أبرز الشخصيات الوطنية التي واجهت تحديات جسيمة بحكمة وثبات، خاصة خلال فترة ما بعد ثورة 30 يونيو 2013، والتي شهدت اعتداءات إرهابية على الكنائس والمنشآت المسيحية.
أبرز المواقف الوطنية للبابا تواضروس الثاني:
1. مقولة "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"
في أعقاب حرق أكثر من 100 كنيسة ومبنى تابع للكنيسة القبطية على يد جماعة الإخوان المسلمين بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، أطلق البابا تواضروس مقولته الشهيرة: "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن"، مؤكدًا أن حماية الوطن وسلامته فوق كل اعتبار، وأن التضحية بالكنائس تُعد تضحية بسيطة من أجل الحفاظ على وحدة مصر .
2. دعم ثورة 30 يونيو وخارطة الطريق
شارك البابا تواضروس في بيان 3 يوليو 2013، مؤيدًا إرادة الشعب المصري في إسقاط حكم الإخوان المسلمين. كما زار الرئيس المعزول محمد مرسي قبل الثورة بـ12 يومًا برفقة شيخ الأزهر، وأدرك حينها انفصال القيادة عن واقع الشارع المصري .
3. رفض الفتنة الطائفية وتعزيز الوحدة الوطنية
أكد البابا أن من قام بحرق الكنائس ليسوا المسلمين الذين تربى بينهم الأقباط، بل طرف ثالث يسعى لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد. وشدد على أن الاعتداءات كانت تستهدف مصر بأكملها، وليس الأقباط فقط .
4. الدبلوماسية الشعبية ودعم مصر خارجيًا
حث البابا الكنائس القبطية في المهجر على أن تكون سفارات شعبية لمصر، تنقل الصورة الحقيقية للأوضاع، وتدحض الادعاءات بأن ثورة 30 يونيو كانت انقلابًا. كما شجع الأقباط في الخارج على الاستثمار في مصر والمشاركة في تنميتها .
5. دعم مشروعات الدولة والمشاركة في التنمية
أعلن البابا تواضروس تبرع الكنيسة بمبلغ مليون جنيه لصالح مشروع قناة السويس الجديدة، مؤكدًا دعم الكنيسة للمشروعات القومية التي تعزز الاقتصاد المصري .
6. مواجهة الإرهاب بثبات وإيمان
تعرضت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتفجير إرهابي في عام 2017 أثناء أحد الشعانين، وكان البابا متواجدًا بها. ورغم ذلك، أكد أن الإرهاب يستهدف الوطن بأكمله، وليس الكنيسة فقط، مشيدًا بتعامل الدولة الجاد مع هذه التحديات .
7. إعادة ترميم الكنائس المتضررة
أشاد البابا تواضروس بجهود الدولة في ترميم الكنائس التي تضررت خلال أحداث 2013، حيث تم ترميمها في أقل من شهر بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما أعادها إلى حالتها الأصلية .
جسدت مواقف البابا تواضروس الثاني روح الوطنية الحقة، حيث قدم نموذجًا للقيادة الحكيمة التي تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والتصدي لمحاولات الفتنة والانقسام.
تعليقات
إرسال تعليق