مصر.. الدور المحوري في إنهاء أزمة غزة رغم التحديات والضغوط


كتبت .. سها البغدادي 

وسط أجراس الحرب المستعرة في قطاع غزة، برزت مصر كقوة إقليمية فاعلة ومحورية تسعى بلا كلل لوقف نزيف الدم، وحماية الأمن القومي العربي، والحفاظ على استقرار المنطقة، في ظل واقع إقليمي شديد التعقيد وضغوط دولية هائلة.

منذ اللحظة الأولى لاندلاع المواجهات، حرصت القاهرة على تحريك أدواتها الدبلوماسية بكل قوة، من خلال اتصالات مكثفة مع الأطراف الدولية والإقليمية، واستضافة القمم العربية، وتقديم مبادرات سياسية واقعية لحل الأزمة. لم تكن هذه التحركات مجرد ردود فعل، بل جاءت ضمن استراتيجية مصرية متكاملة تهدف إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية شاملة تنهي الاحتلال وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة على حدود 1967.

التحرك المصري: تأثير يتجاوز الحدود

نجحت مصر في تحقيق أهداف دبلوماسية مهمة على مستوى المواقف الدولية. فقد بدأت دول أوروبية بمراجعة علاقاتها مع إسرائيل، وبرزت دعوات صريحة للاعتراف بدولة فلسطين، في مشهد لم يكن ليتحقق دون التحرك النشط والمنهجي للقاهرة.


كما شكلت مبادرات مصر مرجعًا أساسيًا في أغلب القمم العربية والدولية، وأثبتت مصر أنها ليست مجرد وسيط محايد، بل طرف عربي فاعل يدافع عن الحقوق الفلسطينية دون مزايدات، واضعة مصلحة شعوب المنطقة فوق كل اعتبار.

التحديات والضغوط الدولية

في المقابل، تواجه مصر ضغوطًا متزايدة من بعض القوى الدولية التي تحاول تمرير مشاريع مشبوهة، أبرزها مشروع التهجير القسري للفلسطينيين من القطاع، وهو ما رفضته مصر بشكل قاطع، إدراكًا لخطورة هذا المخطط على الأمن القومي المصري، وعلى مستقبل القضية الفلسطينية.

وقد عبرت مصر مرارًا عن رفضها استقبال أي لاجئين فلسطينيين على أراضيها، مؤكدة أن الحل لا يكون بإفراغ غزة من سكانها، بل بإيقاف العدوان وضمان حقوق الفلسطينيين. هذا الموقف المبدئي العادل عرّض القاهرة لضغوط دبلوماسية ومالية وسياسية، لكنها أثبتت صلابة استثنائية في التمسك بثوابتها الوطنية والقومية.

مصر والقضية الفلسطينية.. التزام لا يتغير

لا تنطلق التحركات المصرية من مواقف آنية، بل من تاريخ طويل من الدعم للقضية الفلسطينية، بداية من احتضان المقاومة، ومرورًا بجهود إعادة الإعمار، ووصولًا إلى دعم فلسطين في المحافل الدولية.


اليوم، تسير مصر على هذا النهج بثبات، رافضة الرضوخ لأي ضغوط تهدف لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب أو الأرض أو الحقوق. ومهما بلغت حدة الحرب أو حجم التحديات، فإن القاهرة تواصل أداء دورها القيادي والإنساني في آنٍ واحد، مستندة إلى دعم شعبي عربي، وثقة دولية متنامية.

رغم التحديات والضغوط، تواصل مصر لعب دور محوري وتاريخي في حماية القضية الفلسطينية وإنهاء الأزمة في غزة، مؤكدة للعالم أن العدل لا يُفرض بالقوة، وأن السلام لا يأتي بالتهجير، بل بالحلول الجذرية العادلة. وفي هذا المشهد الإقليمي المعقد، تبقى القاهرة صمام أمان، وركيزة أساسية في معادلة الاستقرار العربي.


تعليقات