"طرابلس تحت النار: صراع دموي بين 'رادع' و'الفرقة 444' يكشف هشاشة الدولة ويهدد بانفجار جديد في قلب ليبيا"
كتبت .. سها البغدادي
تقرير شامل حول الاشتباكات بين قوة الردع (رادع) واللواء 444 التابع لحكومة الدبيبة في طرابلس
1. خلفية الاشتباكات ومواقعها
بدأت الاشتباكات يوم 12 مايو 2025 بعد اغتيال قائد جهاز دعم الاستقرار (SSA)، عبد الغني الككلي ("غنيوا")، خلال اجتماع تهدئة في معسكر تكبالي، حيث فُتح بعدها نيران متبادلة بين لواء 444 المدعوم من الدبيبة و**قوة الردع – الردع الخاصة (رادع).
المعارك تركزت في مناطق عدة داخل طرابلس، أبرزها أبو سليم، عين زارة، الجديدة، ومحيط سجن الرُويّمي وهبطت أحيانًا على مطار معيتيقة وميناء طرابلس .
2. الأسباب الجذرية للنزاع
° صراع النفوذ: اغتيال الككلي يُعد جزءًا من محاولة الدبيبة وحزبه تعزيز سلطتهم في العاصمة عبر وحدات مسلحة مثل 444 و111 .
° تركيبة الحرب ضمن المؤسسات: دمج الميليشيات داخل الدولة من دون هيكلة واضحة خلق حالة "دولة داخل الدولة" كما تُشير تحليلات BBC باللغة العربية
° احتجاز قائد 444: قوة الردع اعتقلت سليمان قادة 444، محمود حمزة، في مطار معيتيقة، ما أثار رد فعل مباشر من اللواء أدى لتصعيد الأمور مجددًا .
3. أثر الاشتباكات على المدنيين
خسائر بشرية: سُجل ما لا يقل عن 8 مدنيين قتلوا، وأكثر من 70 جريحًا حسب إحصاءات أولية لويوكيبيديا 2025 .
خسائر في الأرواح بين المقاتلين: قتيل واحد على الأقل من كل طرف وفق ما أفادت المصادر .
خطر على البنية الحيوية:
إغلاق مطار معيتيقة لعدة ساعات مع تعليق الرحلات .
الجيش الوطني انتشر بالعاصمة، المدارس والجامعات أُغلقت، وحُثّ المدنيون على البقاء في المنازل .
تهجير داخلي: عشرات العائلات نُزحت من أحيائها، بعضها إلى أماكن أكثر أمنًا .
4. جهود التهدئة، وقف إطلاق النار والتطورات الأخيرة
أعلن عن وقف إطلاق نار في 14 مايو 2025، بعد تدخل أمني وسياسي لإنشاء “لجنة الهدنة” برعاية المجلس الرئاسي وUNSMIL .
تُراقب اللجنة مراقبة التوتر، وأفرجت عن قائد 444 بعد تسليم لجهة محايدة كمبادرة لاسترضاء الطرفين
رغم الهدنة، تستمر الاحتجاجات الشعبية في طرابلس والزاوية تنديداً بحكومة الدبيبة وهشاشتها .
5. الرؤية المستقبلية لهذه الأحداث
تمركز قوات الدولة: سيطرة 444 و111 على مناطق مهمة مثل أبو سليم والمطار يعزّز من نفوذ حكومة الدبيبة، لكنه يؤجّج الصراع مع قوت الردع بقيادة عبد الرؤوف كارة .
استقرار هش: رغم التهدئة، تبقى ليبيا في حالة تأرجح أمني بسبب غياب جيش موحد وهيكلة حقيقية للميليشيات .
مخاطر تصعيد أوسع: اندلاع قتال بين طرابلس ومدن مثل مصراتة وزاوية يعني إمكانية تمدد النزاع إلى نطاق أشمل في غرب ليبيا .
فرصة إصلاح مؤسسي: الحاجة لتوحيد المؤسسات العسكرية والأمنية تحت أمر مركزي هي مفتاح السلام من منظور خبراء الأمن والمحللين.
6. تأثيرات على منطقة المحيط الإقليمي
أمن البحر الأبيض المتوسط
اضطراب البيانات الجوية وموانئ ليبيا قد يؤثر على تدفق الطائرات والسفن عبر الممرات الأورومتوسطية.
الهجرة غير النظامية
قد يؤدي تفكّك النظام الأمني إلى تكاثر شبكات التهريب، ما يعطل جهود دول الجوار لمكافحة الهجرة.
التدخل الدولي
عزز دور تركيا ومصر والإمارات وروسيا وبدرجة أقل الاتحاد الأوروبي بشكل غير مباشر في الشؤون الليبية.
ركود العملية السياسية
استمرار التوتر الأمني يُعيق الانتخابات ويُعيق توحيد المؤسسات. دول المتوسط والاتحاد الأوروبي
علقت دعمها للانتخابات مؤخراً .
خلاصة وتوصيات
ما حدث في مايو 2025 يُظهر أن ليبيا لم تتخلص بعد من انقسام ميليشياتي يُقوّض مفهوم الدولة.
رغم أولى محاولات التهدئة، انخراط الحركات المسلحة في السلطة يزيد احتمال تجدد العنف.
المستقبل يتطلب:
1. إعادة هيكلة شاملة للميليشيات.
2. اجتماع سياسي – أمني لتحديد صلاحيات الجهات المسلحة وربطها مؤسسات الدولة.
3. تسريع العملية الانتخابية وضمان إشراف دولي.
4. التعاون الإقليمي والأوروبي للقضاء على الهجرة غير النظامية ومصادر تمويل الجماعات المسلحة.
تعليقات
إرسال تعليق