المناضل عبد الحميد عبد العزيز محي الدين الشعبي


علي سيف حسن المكتلي


من مواليد عام 1938 في وادي شعب وقد أخذ نصيبه من التعليم في المعلامة وقراءة القرآن الكريم في القرية وهو من رواد النضال والثورة الأوائل من أبناء شعب الأبيه الذين انخرطوا في صفوف حركة القوميين العرب والجبهة القوميه وهو رفيق درب طويل للمناضل فيصل عبد اللطيف والمناضل عبد القوي محمد رشاد من القرية إلى عدن إلى مصر العروبه وفي القاهره بعد أن أكمل الدراسه الثانويه اختار تخصص مميز يليق بتلك المرحله النضاليه للثوره لتكون له بصمات خالده في التحرر من الاستعمار البغيض الجاثم على أرض الجنوب منذ قرن وربع فشق طريقه في كلية الشرطه ودرس العلوم العسكريه وتخرج من الكليه عام 

1962 وبعد ثورة 26 سبتمبر سافر إلى صنعاء للقيام بالواجب الوطني وفعلا كانت له بصمات وطنيه ثوريه خالده ورصيد نضالي مسجل في صفحات التاريخ الوطني والسياسي للوطن..فبعد أن بذل قحطان الشعبي جهودا كبيرة في تجميع القوى الوطنيه الجنوبيه المتواجده في الشمال في فبراير عام 1963 وعقد اجتماعاموسعا لهم فقد تشكلت لجنة تحضيرية من أبناء الجنوب برئاسة قحطان وكانت مهمتها صياغة الميثاق الوطني وفي مارس تمت إذاعتة من إذاعة صنعاء والقاهرة وقد طلب قحطان من الرئيس السلال فتح مكتب للجبهة القومية في العاصمة صنعاء فوافق السلال إلا أن بعض المسؤولين في حكومة الشمال ماطلوا في سرعة تنفيذ الطلب لكن الجبهة القوميه ظلت تمارس نشاطها بداية من صنعاء وفي شهر يونيو عام 1964 تم فتح مكتب الجبهة القوميه في تعز وكان  المناضل عبد الحميد عبد العزيز قد أسندوا إليه قحطان وفيصل مسؤولية  تدريب الثوار الفدائيين القادمين من الجنوب وفعلا تحمل المسؤوليه بكل جداره وروح ثوريه وطنيه وقام بتدريب ثوار الجبهة القوميه القادمين من جميع أنحاء الوطن بما فيهم رواد الصف الأول من الجبهة القوميه..وهو الذي كان قد أشار على قحطان وفيصل في بداية الأمر أن تبدأ الانطلاقه الثوريه من منطقتهم الصبيحه لانه يعرف المداخل والمخارج كلها وسيستعين بأهله أبناء الصبيحه لكن المعركة التي وقعت في ردفان وقتل فيها الشهيد غالب راجح لبوزه عجلت بتغيير المسار بأمر من قحطان إلى ردفان واعتبار يوم 14 اكتوبر هو انطلاقة الثورة المسلحه فحولوا الاسلحه عبد الحميد ومعه أحد القاده العسكريين من الصبيحه وتحديدا من أبناء المناصرة يدعى ثابت علي لكسر إلى ردفان وشاركوا  في تلك المعارك ولحقهم قحطان أيضا ومعه قوافل أخرى من الجمال والحمير   شارك بنفسه في معارك جبهات ردفان والضالع أما من ناحية المناضل عبد الحميد فقد أشار عليه قحطان بالعوده إلى صنعاء لتدريب الثوار الفدائيين على مختلف الأسلحة واستمر على ذلك حتى استقر بهم المقام وفتح المكتب في تعز ضاعف المناضل عبد الحميد جهوده في رسم مناهج تنظيم العمل الفدائي وتقسيم الجبهات العسكريه وكانت هناك مضايقه لأبناء شعب في تعز خصوصا عبد الحميد وعلي محمد سالم.. كان قد تم أيضا تعيين المناضل عبد الحميد إلى جانب العمل الفدائي وتدريب الثوار في تعز نائب مدير المباحث الجنائيه برتبة رائد من قبل السلطات في الشمال لما رأوا حنكته العسكريه ونشاطه السياسي والإداري وهذا ما أثار الخصوم هناك بقيادة صلاح نصر الذي لم يكن يخضع لتعليماته حتى وصل أمره شخصيا إلى جمال عبد الناصر برفض أوامر القيادة المصرية في تعز وأخبر عبد الناصر قحطان وفيصل بموقف عبد الحميد من القيادة العسكريه في تعز وهما يعرفان خبث صلاح نصر وتنسيقه مع بعض قيادات فرع الشمال على محاولة اغتيال أبناء شعب جميعا أو التخلص منهم على الأقل وشرحوا الأوضاع لجمال من جميع النواحي وكيف أنهم في تعز يضايقوا أعضاء الجبهة القوميه من كل الجوانب...اخيرا تم تدبير خطه لاغتياله في ذمار فحاولوا جهاز مخابرات صلاح نصر  والطابور الخامس مع مكتب القياده في تعز على نقله إلى ذمار وهناك يخلو لهم الجو للتخلص منه ونقلوه من تعز  مديرا لأمن ذمار برتبة نقيب بدل رائد. لكنه صبر وتجاوز المؤامره وفشلوا في اغتياله في ذمار 


 بعدها تم نقله  إلى الصبيحه لإدارة معركة الجبهة هناك وقبل التحدي وفعلا وصل طور الباحه وأدار نشاط ثورة الجبهة القوميه بكل جدارة ومعنويه وظل يتنقل من المفاليس إلى طور الباحه والفرشه وشعب ولا زالوا يحيكوا المؤامرات ويحرضوا أعضاء جبهة التحرير في الصبيحه على التخلص منه خصوصا بعد قرار الدمج القسري للجبهة القومية مع جبهة التحرير  وآخر محاوله كانت في منزله بقرية شعب حيث عملوا له كمين يحيط بمنزله من جميع الجهات وعندما وصل إلى الوادي وجد من يحذره  واخبروه الخبر فحول اتجاهه إلى منزل خالد عبد العزيز الشعبي المجاور لمنزله بعد الترتيبات وكان معه في هذه الليلة صالح الغرابي الشعبي مرافقا له من طور الباحه فاطلقوا هو والغرابي حوالي مائة طلقة رصاص إلى جوار بيته من جميع الجوانب مما أثار الخوف والرعب وتفرق الخونه الذين كانوا يحيطون بالمنزل ولاذوا بالفرار....وبعد الاستقلال تم تعيينه اولا نائب مساعد مدير الهجرة والجوازات لمدة سنتين وكان بصدد تسلم منصب قيادي كبير بترتيب من قحطان وفيصل وحصل ما حصل في يونيو 1969 وكغيره من المناضلين الأحرار حاولوا مضايقته ويتصيدون له الفرصه لكي يتخلصوا منه لكنه كان ذكيا وحذرا قد عرفهم حق المعرفه واغلبهم تدربوا على يده في تعز ...واخيرا تأكدوا أنه ليس. لديه نيه لمغادرة الوطن لكنه صامد وبتحدي في وطنه حتى بدون وظيفه فسلموه وظيفه عاديه يعتاش منها في جمارك عدن وظل صابرا وتحت مراقبتهم وفيه ما فيه من الغبن والقهر والحزن على الحال التي وصلت إليه البلد بفعل هذه التصرفات الصبيانيه حتى وافاه الأجل في  21/10/2021

 عن عمر ناهز الثالثة والثمانون عاما  رحمه الله رحمة واسعه..

*علي سيف حسن المكتلي*.

تعليقات