الجاسوسة كاثرين بريز.. "حسناء المخابرات" التي أطاحت بقيادات عسكرية إيرانية

   


 

في عالم المخابرات والجاسوسية، تظل النساء دائمًا عنصرًا لا يُستهان به، حيث يجمعن بين الذكاء والجاذبية والقدرة على التلاعب بالعقول، وهذا ما تجسّد بوضوح في قصة الجاسوسة كاثرين بريز، التي تحوّلت إلى أحد أبرز الأدوات الاستخباراتية في الإيقاع بقيادات الصف الأول في الجيش الإيراني.

من هي كاثرين بريز؟

كاثرين بريز، سيدة غامضة تحمل الجنسية الغربية (يُعتقد أنها فرنسيه الأصل)، ظهرت على الساحة في الدوائر العسكرية الإيرانية كإعلامية وباحثة في شؤون الشرق الأوسط، وتحديدًا الملف النووي الإيراني. لكن الحقيقة كانت مختلفة تمامًا، فقد كانت مجندة لصالح جهاز استخبارات أجنبي الموساد هدفها جمع معلومات حساسة عن المشاريع النووية والعسكرية الإيرانية.

كيف اخترقت المؤسسة العسكرية الإيرانية؟

بحسب تقارير مسرّبة، نجحت كاثرين في اختراق أوساط النخبة العسكرية عبر أسلوب ناعم يقوم على بناء علاقات شخصية ومعرفية مع كبار الضباط والعلماء. استخدمت أسلوب "الإغراء الفكري والعاطفي"، فظهرت كمثقفة مهتمة بالشأن الإيراني، وتحدثت بلغة فارسية ممتازة، مما منحها مصداقية وثقة سريعة.

كما يقال إنها كانت نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث استخدمت حسابات وهمية وأخرى "موثوقة" لتبادل الأفكار والمعلومات مع الشخصيات المؤثرة. ومع مرور الوقت، تمكنت من إقامة علاقات مباشرة مع عدد من القيادات، بينهم ضباط في الحرس الثوري، ومسؤولين في البرنامج النووي.

ماذا كشفت المخابرات الإيرانية؟

في نهاية المطاف، وبعد أشهر من الرصد، نجحت أجهزة الاستخبارات الإيرانية في كشف هويتها الحقيقية. وأعلنت أنها كانت وراء تسريب معلومات دقيقة عن تحركات بعض القادة، ومواقع سرية حساسة، وخطط استراتيجية عسكرية.

وتُشير بعض التقارير إلى أن كاثرين لم تكن تعمل بمفردها، بل كانت ضمن شبكة تجسس كاملة تم تفكيكها لاحقًا، تضم عناصر داخل إيران وخارجها.

الضربة الأمنية التي هزّت طهران

كانت قصة كاثرين بريز صدمة للمؤسسة الأمنية في إيران، وأدت إلى إعادة تقييم شامل لأمن المعلومات والبروتوكولات العسكرية. فقد سقط عدد من القادة بسبب تورطهم في التواصل معها، إما عن طريق الثقة العمياء أو الاندفاع العاطفي، مما عرّض الأمن القومي الإيراني لهزة عنيفة.

الرسالة الأخطر: الحرب الآن لا تُخاض فقط بالأسلحة

قصة كاثرين بريز تؤكد أن الحرب الاستخباراتية لا تقل شراسة عن الحروب العسكرية، بل أحيانًا تكون أكثر فتكًا، لأنها تعتمد على الخداع، والتلاعب النفسي، واستغلال الثغرات البشرية.

ففي عالم المخابرات، قد تكون ابتسامة امرأة أخطر من فوهة بندقية، وهذا ما فهمته إيران متأخرة، بعد أن كشفت أن "الحسناء الجاسوسة" لم تكن مجرد ضيفة على مائدة السياسة، بل صانعة قرار خفيّة في حرب العقول.

تعليقات