كتبت .. سها البغدادي
في حياة كلٍّ منا، يظهر شخص واحد فقط...
ليس كأيّ شخص.
هو الحاضر في كل تفاصيلنا، الغائب أبدًا عن قدرة النسيان.
شخص تفتح له باب قلبك دون تفكير،
كأنك تعرفه منذ الأزل،
كأن بينكما اتفاقًا سريًا وقعته الأرواح قبل أن تلتقي الأجساد.
تعطيه من مشاعرك ما يتجاوز الصداقة،
ولا تكتفي معه بما يمنحه الحب وحده،
بل تهديه الاثنين معًا... كأنك تعطيه نسخة منك.
هو ذلك الذي تسمع في كل أغنية صوته،
وترى في كل فيلم ملامحه،
وفي كل رواية تمرّ بك، تشعر أن الكاتب اختاره بطلًا دون سواه.
شخص، مهما حاول عقلك أن يلومه،
يبقى قلبك متشبثًا به، رافضًا أن يغلق الباب.
تغفو... فتحلم به،
وتصحو... فتفتش عنه بين السطور، بين الوجوه، في الهواء.
هو الأمان حين تضطرب الحياة،
وهو الرعب ذاته حين تفكر بأنه قد يرحل يومًا.
وجوده يشبه التنفس، لا تدرك أهميته إلا إذا اختفى.
ذلك الشخص لا يتكرر،
وإن مشيت دهرك باحثًا عن شبيه...
لن تجد منه سوى الذكرى.
فيه ناس بنحبهم كأنهم عمر...
ولما يبعدوا، كأن العمر خلص.
تعليقات
إرسال تعليق