كتبت .. سها البغدادي
في الوقت الذي تتحرك فيه قافلة "الصمود" من الجزائر باتجاه معبر رفح البري تحت شعار "دعم غزة ورفع الحصار"، لا بد من النظر إلى ما وراء الشعارات الإنسانية. فالتاريخ والتجارب السابقة أثبتت أن بعض القوافل قد تُستخدم كأداة سياسية، أو حتى وسيلة لخلق اضطرابات أمنية في محيط المعابر الحدودية، مما يشكّل تهديدًا مباشرًا لمصر وأمنها القومي.
1. القافلة تتحرك تحت مظلة إنسانية.. ولكن!
تُعلن القافلة أن هدفها هو "نقل مساعدات إنسانية"، لكن:
لا توجد جهة رقابية رسمية تُشرف على المشاركين.
تتحرك القافلة عبر أكثر من دولة، مما يفتح الباب أمام تسلل أفراد أو تنظيمات مشبوهة.
اصطحاب وسائل إعلام دولية يثير الشك في نوايا "توثيق أي اشتباك أو منع"، وليس الهدف المساعدات فقط.
2. أخطر السيناريوهات الأمنية المحتملة
محاولة اقتحام معبر رفح
إحداث اشتباك مع الأمن المصري.
استغلال الكاميرات الدولية لتصوير الحدث على أنه "قمع إنساني".
دخول عناصر مشبوهة أو متطرفة
اختراق الحدود تحت غطاء "مرافق للقافلة".
نشر خلايا نائمة في شمال سيناء.
استدعاء المنظمات الحقوقية
تقديم شكاوى دولية ضد مصر بحجة "منع المساعدات".
تشويه صورة مصر رغم التزامها الكامل بالمعاهدات الإنسانية.
3. تنظيمات قد تتورط أو تستفيد من القافلة
°جماعة الإخوان المسلمين (دولياً)
لديهم تاريخ طويل في استغلال القوافل لغرض سياسي.
قد يوجهون القافلة لخلق إحراج دولي لمصر.
°جماعات موالية لحماس
قد تدفع لتأزيم العلاقة بين مصر وقطاع غزة، لإظهار مصر بمظهر "المتخاذل".
° منظمات غير حكومية مشبوهة
تحمل شعارات إنسانية لكن تعمل بتمويل سياسي.
بعضها مرتبط بتيارات يسارية أوروبية أو حركات "أناركية" مناهضة للحدود.
4. خطورة القافلة على الأمن القومي المصري
فتح جبهة إعلامية ضد مصر عبر تصوير المعبر على أنه "سجن".
استغلال أي تدخل أمني لتأجيج الرأي العام الدولي.
احتمالية حدوث عمل عدائي مفاجئ في حال وجود عناصر إرهابية مندسة.
تكرار سيناريو قافلة "مرمرة" الذي تسبب في أزمة دولية كبرى.
5. كيف يجب أن تتعامل مصر مع هذا الوضع؟
°أمنياً:
منع عبور القافلة دون تنسيق رسمي.
تفتيش دقيق للعناصر المشاركة والشحنات.
عدم السماح بدخول أي شخص دون تأشيرة رسمية وموافقة أمنية مسبقة.
°إعلامياً:
تجهيز بيان رسمي يوضح موقف مصر بكل شفافية.
فتح قنوات تواصل مع وسائل الإعلام الدولية لعرض الحقائق.
التأكيد أن مصر تفتح معبر رفح بانتظام وتدعم أهل غزة بالفعل، دون الحاجة لاستعراضات سياسية.
° دبلوماسياً:
التواصل مع الدول التي انطلقت منها القافلة لتوضيح المخاطر الأمنية.
مطالبة الأمم المتحدة والجامعة العربية بموقف موحد ضد أي محاولة استغلال سياسي للقضية.
الخلاصة
قافلة "الصمود" قد تكون في ظاهرها إنسانية، لكنها تحمل في طياتها احتمالات خطيرة تمس أمن مصر واستقرارها. إن السماح لها بالدخول دون رقابة قد يكون بمثابة فتح "حصان طروادة" على الأراضي المصرية. وعلى الدولة المصرية أن تتعامل مع الموقف بحزم، ولكن بذكاء دبلوماسي أيضاً، لتمنع أي محاولة لجرّها إلى صدام أو أزمة مفتعلة.
تعليقات
إرسال تعليق