كتب .. حازم رفعت
هناك لحظات لا يمحوها الزمن، تظل محفورة في الوجدان كأنها بالأمس القريب. كلما أطل علينا عيد الأضحى، تفتح أبواب الذكرى، وتنساب صور الطفولة من بين ثنايا القلب، تحمل معها عبق الفرح وبراءة الأيام. في قريتي أبو شوشة بمحافظة قنا، كان للعيد طعم مختلف، حيث تذوب الفوارق وتتعانق الأرواح في حضرة المحبة والجيرة الصافية.
يا لها من أيام! كنا نستقبل العيد بقلوب صغيرة، لكنها مليئة بالشوق والبهجة. يوقظنا صوت التكبيرات الذي يملأ الشوارع نورًا وسلامًا، فنركض بين البيوت نبحث عن الفرح، ونستقبل لحمة العيد من جيراننا المسلمين بإبتسامة أوسع من السماء. كانت رائحة الفتة والكباب تملأ الأجواء، وصوت الضحكات يعلو فوق كل اختلاف، وكأن العيد خُلق ليجمعنا حول مائدة واحدة، وقلب واحد.
في تلك اللحظات، كنا ننسى كل شيء إلا فرحتنا ببعض. نلعب، نزور، نتبادل الهدايا الصغيرة، ونحمل في قلوبنا رسالة واحدة: «أن المحبة هي العيد الحقيقي، وأن ذكريات الطفولة ستظل تضيء دروبنا مهما طال بنا العمر».
تعليقات
إرسال تعليق