بين الحرب والضغوط... كيف يقود السيسي معركة حماية مصر؟

 


كتبت .. سها البغدادي 

في قلب منطقة مشتعلة بالصراعات والتحديات، تقف مصر أمام موجات متلاحقة من الأزمات الأمنية والاقتصادية. ورغم التحديات الكبرى، يتحمّل الرئيس عبد الفتاح السيسي عبء حماية الدولة، من الحدود إلى البحر، ومن الغاز والكهرباء إلى جيوب المواطنين. فكيف يواجه هذه الضغوط؟ وما هي المعارك التي يخوضها خلف الكواليس للحفاظ على أمن مصر واستقرارها؟

أولًا: معركة حماية سيناء والحدود

شمال سيناء لا تزال منطقة ملتهبة، إذ تواجه الدولة تنظيمات إرهابية تسعى لإثارة الفوضى.

الحدود مع ليبيا والسودان تشهد محاولات تهريب أسلحة وأفراد، مما يتطلب وجودًا عسكريًا دائمًا.

البحر الأحمر وقناة السويس تعرضت لهجمات من جماعة الحوثي، مما أثر على حركة التجارة العالمية، وخسّرت مصر ما يقارب 800 مليون دولار شهريًا من عائدات القناة.

ثانيًا: الأزمة الاقتصادية وضيق الحال

العملة المصرية فقدت الكثير من قيمتها، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل كبير.

الديون الخارجية ارتفعت لتتجاوز 150 مليار دولار، وتواجه الدولة صعوبة في سداد الفوائد وتوفير العملة الصعبة.

مشروع رأس الحكمة والاستثمارات الخليجية ساعدت قليلًا في دعم الاقتصاد، لكن الطريق ما زال طويلًا.

ثالثًا: أزمة الغاز والكهرباء

إنتاج الغاز انخفض بشكل واضح، خاصة من حقل "ظهر"، واضطرت الدولة إلى الاستيراد لتغطية العجز.

الكهرباء تقطع أحيانًا، خاصة في الصيف، بسبب ضغط الاستهلاك وقلة الوقود اللازم للمحطات.

الحكومة تحاول تعويض ذلك عبر التوسع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

رابعًا: ضغوط إقليمية من كل الجهات

توترات مع ليبيا والسودان وإسرائيل تزيد من الأعباء الأمنية والسياسية.

الحرب في غزة والعمليات الحوثية في البحر الأحمر تهدد مصالح مصر البحرية والسياحية.

السياحة تضررت، وخسائر قناة السويس أثرت على الميزانية العامة بشكل كبير.

خامسًا: ماذا تفعل الدولة؟

التوسع في الدعم النقدي المباشر بدلاً من دعم السلع.

شراكات دولية مع الخليج وأوروبا لجلب الاستثمارات وتوفير العملة الصعبة.

إصلاحات اقتصادية صعبة بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، رغم الضغوط الداخلية على المواطنين.

الرئيس السيسي يواجه معركة يومية للحفاظ على أمن مصر واستقرارها. ما بين حماية الحدود، ومحاربة الإرهاب، ومواجهة الانهيار الاقتصادي، وتوفير الكهرباء والغاز، لا تبدو المهمة سهلة. لكنها معركة وجود، لا ترف فيها، ومصر تواصل الصمود وسط عاصفة إقليمية واقتصادية عنيفة.



تعليقات