كتبت .. سها البغدادي
تتواصل الصدمة في قطاع غزة بعد تسلّم دفعات جديدة من جثامين الشهداء التي احتجزها الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد أطباء فلسطينيون أن العديد من الجثامين وصلت في حالة مأساوية، تظهر عليها آثار تعذيب شديد، وغياب أعضاء داخلية من أجساد بعضهم.
شهادات طبية مؤلمة
أطباء في مستشفيات غزة قالوا إنهم لاحظوا على عدد من الجثامين آثار ضرب وكدمات وطلقات نارية في الرأس والصدر، بينما كانت بعض الجثث مقيدة اليدين أو معصوبة العينين.
وفي بعض الحالات، أفاد الأطباء أن أجساد الشهداء بدت “مفرغة من الأعضاء الحيوية”، وتم حشوها بالقطن، في مشهد صادم يدل على احتمال سرقة الأعضاء بعد الوفاة.
مطالب بتحقيق دولي عاجل
وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمات حقوقية محلية ودولية طالبت بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، معتبرة أن ما جرى “انتهاك صارخ لكل القوانين الإنسانية”، ودليل جديد على وحشية الاحتلال في التعامل مع الأسرى والمعتقلين وحتى مع جثامين الشهداء.
وأكدت تلك الجهات أن الاحتلال يحتجز منذ سنوات المئات من جثامين الفلسطينيين في ما يعرف بـ"مقابر الأرقام"، ويرفض تسليمها لعائلاتهم إلا بعد مفاوضات طويلة.
منظمات دولية تتحرك
منظمة “Euro-Med” لحقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر أعربتا عن قلقهما من التقارير التي تشير إلى انتهاكات مروعة بحق الجثامين، ودعتا إلى السماح لفرق طبية دولية بإجراء فحوصات وتشريح مستقل لتوثيق الأدلة بشكل رسمي.
كما دعت الأمم المتحدة إلى “تحقيق شفاف ومحايد” لتحديد المسؤوليات ومحاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات.
تحفظات على إثباتات كاملة
ورغم قوة الشهادات والصور المنتشرة، إلا أنه حتى الآن لا توجد تقارير طبية شرعية دولية تؤكد بشكل قاطع عمليات سرقة الأعضاء.
لكن حجم الأدلة الميدانية والشهادات من داخل المستشفيات يدفع باتجاه المطالبة بتحقيق دولي عاجل يضع حداً لهذه الجرائم ويفضح الممارسات غير الإنسانية ضد الفلسطينيين.
ولذلك فإن الصور القادمة من غزة تكشف مأساة تفوق الوصف: جثث معذبة، وأعضاء مفقودة، وأهالٍ مكلومون ينتظرون الحقيقة.
ويبقى السؤال الذي يؤرق الجميع: إلى متى سيبقى الاحتلال فوق القانون دون مساءلة أو محاسبة؟
تعليقات
إرسال تعليق