كتبت .. سها البغدادي
تكهنات إعلامية وسياسية أثارت الجدال فى الأوساط السياسية ولذلك قمنا بتحليل ما جاء من احاديث جانبية عبر التواصل بخصوص هذا الأمر .
ولا احد يجرأ على خداع الجانب المصري لكن القاهرة تصمت وتصبر وتفاجىء الجميع برد فعل دبلوماسي قوي
✍️ التحليل السياسي:
منذ أن تولّى الفريق عبد الفتاح البرهان رئاسة مجلس السيادة في السودان، لم تهدأ التكهّنات حول علاقته بمصر، ولاسيّما بعد أن بدا في مراحل عديدة كأنه الحليف الأقرب للقاهرة في مواجهة التيارات المدعومة من الخارج.
لكنّ تطورات الأشهر الأخيرة كشفت وجهًا آخر للعبة البرهان — وجهًا أكثر غموضًا — أعاد إلى الواجهة سؤالًا حساسًا:
هل نجح البرهان فعلًا في خداع المخابرات المصرية؟
🧩 البرهان والكيزان.. تحالف في الظل
في الوقت الذي كانت القاهرة تراهن فيه على أن البرهان يسعى لفك ارتباطه بجماعة الإخوان (المعروفة في السودان باسم الكيزان)، تسرّبت معلومات عن تحركات مريبة داخل الخرطوم تشير إلى أن عناصر من النظام القديم عادت لتنشط داخل مؤسسات الدولة والجيش.
تلك العودة لم تكن عفوية، بل جاءت — وفق مراقبين — نتيجة صفقة سرّية عقدها البرهان مع وجوه كيزانية بارزة مقابل دعم داخلي يعزّز موقفه العسكري والسياسي.
🎭 الخداع السياسي أم المناورة الاستخباراتية؟
مصادر دبلوماسية أشارت إلى أن البرهان قدّم وعودًا لمصر بأنه يعمل على تفكيك شبكات الإخوان في السودان، وأنه يسعى لحكومة أكثر توازنًا تحفظ الأمن على الحدود.
غير أنّ الوقائع اللاحقة كشفت أن البرهان لم يكن صريحًا تمامًا، إذ سمح بعودة بعض رموز النظام السابق إلى المشهد، وفتح قنوات خلفية مع تيارات دينية كانت القاهرة تضعها على قوائم المراقبة.
هذا السيناريو دفع محللين مصريين إلى القول إن البرهان “مارس خداعًا سياسيًا محكمًا”، تمكّن به من كسب الوقت واستثمار الموقف المصري دون تقديم التزامات حقيقية.
⚠️ المخابرات المصرية... ما بين الصبر والحذر
القاهرة، التي تتابع الملف السوداني عن كثب منذ اندلاع الحرب الداخلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، تدرك أن أي تسلل للكيزان إلى مؤسسات الحكم في السودان يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري، خاصة في ظل الاضطرابات الإقليمية الممتدة من ليبيا حتى البحر الأحمر.
مصادر مطّلعة تحدّثت عن تقارير استخباراتية وُضعت أمام القيادة المصرية مؤخرًا تكشف محاولات منسقة لعناصر إخوانية للهروب من الملاحقة داخل السودان وإعادة التموضع سياسيًا تحت عباءة البرهان.
وهو ما أثار تساؤلات داخل الدوائر الأمنية المصرية حول حدود الثقة في وعود البرهان ومصداقية تعهّداته السابقة.
🕵️♀️ خطة القاهرة المحتملة
حتى الآن لم يصدر عن القاهرة أي ردّ علني، لكنّ المؤشرات تشير إلى تحرّك مصري هادئ ومدروس على عدة مستويات:
- تشديد الرقابة الاستخباراتية على تحركات القيادات السودانية واتصالاتها، خصوصًا مع شخصيات دينية وسياسية من النظام السابق.
- تفعيل التنسيق الأمني مع بعض القوى الإقليمية لضمان عدم تسلل عناصر خطيرة إلى الحدود المصرية.
- إعادة تقييم العلاقات السياسية مع البرهان، والبحث عن بدائل سياسية داخل السودان تضمن التوازن دون المخاطرة.
- تحريك أدوات الضغط الدبلوماسي والإعلامي لإرسال رسالة واضحة مفادها أن القاهرة لن تتسامح مع أي عودة لتيار الإخوان في محيطها الجنوبي.
🔍 قراءة أوسع للمشهد
التحليل الأوسع يرى أن ما يحدث ليس مجرد خلاف بين حليفين، بل هو صراع إرادات بين مشروعين:
- مشروع مصري يسعى لاستقرار إقليمي يخلو من الفكر الإخواني.
- ومشروع برهاني يريد إعادة إنتاج النظام القديم لضمان بقائه في الحكم، ولو على حساب علاقاته الإقليمية.
ومع أن البرهان يدرك ثقل القاهرة وقدرتها على التأثير، إلا أنه يبدو مقتنعًا بأن اللعب على التوازن بين المحاور الدولية قد يمنحه متنفسًا مؤقتًا. غير أن مصر تمتلك أوراقًا ثقيلة — سياسية، استخباراتية، واقتصادية — تجعلها قادرة على قلب المعادلة في أي لحظة.
🧠 الخلاصة
قد يكون البرهان نجح في خداع تكتيكي قصير الأمد، لكنّ المخابرات المصرية لا تُخدع بسهولة.
القاهرة تراقب بصمت، وتتحرك بحذر، وتملك من المعلومات ما يكفي لتعرية أي “خطة كيزانية” مهما كانت سرّيتها.
وفي لحظة القرار، سيكون الرد المصري حاسمًا وسريعًا، لأن أمن مصر القومي خطّ أحمر، لا يُساوَم عليه، ولا يُخترق.
تعليقات
إرسال تعليق