سها البغدادي : "«نشر قوات دولية في غزة ضرورة إنسانية وسياسية — حماية المدنيين وإلزام الأطراف بالاتفاق»"

 

متابعات .. صوت العرب 

تقول الباحثة فى الشأن العربي والدولي سها البغدادي، أؤكد دعمِي الكامل لفكرة الرئيس عبد الفتاح السيسي بنشر قوات دولية في قطاع غزة كخطوة عملية وضرورية لحماية أهالي غزة وإلزام جميع الأطراف بالبنود المنصوص عليها في أي اتفاق لوقف إطلاق النار وإيصال المساعدات. هذه ليست دعوة للتدخل بقدر ما هي مطلب لإنقاذ أرواح مدنيين عزل وضمان تنفيذ التزامات إنسانية وسياسية واضحة.

وأضافت البغدادي قائلة "لماذا أؤيد نشر قوات دولية؟ — أسباب واضحة ومباشرة":

  1. حماية المدنيين وإيقاف دائرة العنف الفوضوي: وجود قوة محايدة ومرئية يخفف من الاعتداءات العشوائية ويساعد على منع عودة العمليات العسكرية المكثفة ضد مناطق سكنية.
  2. ضمان تنفيذ وقف إطلاق النار وتحويل الاتفاقات إلى واقع على الأرض: قوات دولية تخلق رادعًا لخرق الاتفاقات وتمنح الفرقاء ثقة أكبر بقدرة المجتمع الدولي على مراقبة الالتزام.
  3. تسهيل إيصال المساعدات وحماية العاملين الإنسانيين: مع وجود قوة محايدة، يمكن توسيع ممرات الإغاثة وتخفيف مخاطر استهداف قوافل الغذاء والدواء.
  4. تمهيد لإعادة الإعمار وإعادة بناء مؤسسات أمنية فلسطينية متوافق عليها: جزء من مهمة القوة يمكن أن يكون تدريبًا ومؤازرة لإنشاء عنصر أمني محلي مؤسسي ومسؤول.

واضافت البغدادي أن التحديات التي قد تواجه فكرة النشر وكيفية معالجتها (بواقعية) هى :

  • شرعية دولية وإجماع أممي: نشر قوات يتطلب قرارًا من مجلس الأمن أو ترتيبات دولية واضحة. يجب السعي إلى قرار أممي أو آلية عربية-دولية تحظى بشرعية واسعة لتفادي رفض فصائل أو دول.
  • موافقة الأطراف المحلية والإقليمية (إسرائيل، غزة، دول الجوار): بدون موافقة أو ضمانات من الأطراف الفاعلة قد تكون القوة عرضة للاعتداء أو الرفض السياسي. مطلوب حوار دبلوماسي مُسبق يربط النشر بتنفيذ خطوات ملموسة لإخراج المدنيين من الخطر.
  • قواعد اشتباك واضحة وحماية للعاملين الدوليين: لابد من تحديد صلاحيات واضحة لقوات الحماية—ماذا تسمح به وكيف تتصرف عند الخروقات—حتى لا تتحول الهيئة إلى هدف أو ذريعة للتصعيد.
  • منع استفادة جهات خارجية وتسليح جديد: يجب رصد مصادر التمويل والتجنيد لمنع تحول القوة إلى غطاء لابتزاز أو إعادة تسليح ميليشيات؛ لذلك الآليات الرقابية والاستخباراتية ضرورية.
  • تمويل واستدامة مهمة طويلة الأمد: الإغاثة وإعادة الإعمار وتتبع التنفيذ تتطلب ميزانية والتزامًا طويل الأجل من دول مانحة أو مؤسسات دولية، وإلا ستبقى مهمة مؤقتة بلا أثر استراتيجي.

خاتمة ودعوة للعمل:
نشر قوات دولية في غزة ليس رفاهية سياسية، بل خيار عملي لإنقاذ المدنيين وإعادة بناء ثقة بين الأطراف وإطلاق عملية إعادة إعمار تحت رقابة دولية. أدعو القادة العرب وشركاء المجتمع الدولي إلى تحويل هذه الفكرة إلى خطة عمل سريعة المفعول: قرار أممي واضح، مشاركة عربية فعّالة، آليات حماية إنسانية، وضمانات لعدم إفلات المجرمين من العقاب. لا يمكن أن يستمر الشعب الفلسطيني يدفع الثمن بينما تتردد الجهات الدولية — الآن وقت العمل والمسؤولية، ووقف المعاناة يجب أن يكون أولوية بلا تأجيل.


تعليقات