حماس.. تقتل أبناء غزة بدمٍ بارد باسم الإسلام، والإسلام منهم بريء!

كتبت .. سها البغدادي 

لم تمضِ سوى ساعات على وقف الحرب حتى كشفت حماس عن وجهها الحقيقي، لتنفّذ سلسلة إعدامات ميدانية بدمٍ بارد ضد أبناء غزة، دون تحقيق أو محاكمة أو ذرة من عدل. حركة تزعم المقاومة في ظاهرها، لكنها في حقيقتها ميليشيا متعطشة للسلطة والدماء.


في الأيام التي تلت وقف الحرب، وبينما كان الناس يحاولون لملمة جراحهم، خرجت ميليشيا حماس الإرهابية لتفتح بابًا جديدًا من الرعب في وجه أبناء غزة، هذه المرة لا برصاص الاحتلال، بل برصاص الغدر الداخلي!
ففي أقل من يومين، نفّذت الحركة إعدامات ميدانية بحق عدد من الفلسطينيين دون تحقيق، ودون محاكمات، ودون محامين، ودون عرض أي أدلة على الرأي العام!
اتهامات واهية تنوعت بين “الخيانة” و“العمالة” و“التجسس” و“سرقة المساعدات”، لكن أين البينة؟ وأين القضاء؟ وأين العدالة؟

من الذي منحهم الحق في أن يكونوا القاضي والجلاد في الوقت نفسه؟
من أعطاهم سلطة إزهاق الأرواح دون محاكمة أو دليل؟

إن ما تفعله حماس اليوم هو اغتيال للعدالة باسم الدين، وتشويه لصورة المقاومة التي طالما ادّعت أنها تمثلها.
فالإسلام لم يشرّع القتل بغير حق، ولم يأمر بإصدار الأحكام الميدانية بناءً على الظن والوشاية.
بل قال الله تعالى في كتابه الكريم:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" (الحجرات: 6).

فأين هذا “التبيّن” الذي أمرنا به الله؟
أين العدالة التي لا تقوم إلا بالبينة والحق؟
وأين “الرحمة” التي يتحدثون عنها ليل نهار وهم يزهقون أرواح الأبرياء دون تردد؟

لقد قال رسول الله ﷺ:

"لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم بغير حق." (رواه النسائي).

وقال أيضًا ﷺ:

"إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد."

وهذا بالضبط ما تفعله حماس اليوم، تقيم “الحد” على الضعفاء من أبناء شعبها دون دليل، وتترك كبار الفاسدين واللصوص الذين ينهبون المساعدات ويستغلون الدين لتحقيق مكاسبهم السياسية.

كيف يريدون من العالم أن يتعاطف معهم بعد كل هذا؟
كيف يمكن للناس أن يصدقوا أن هذه الحركة تمثل الإسلام أو المقاومة، وهي تمارس أبشع الجرائم ضد شعبها وتُكرم في المقابل الأسرى الإسرائيليين؟

أي نفاق أعظم من هذا؟
يقتلون أبناء وطنهم دون رحمة، ثم يظهرون أمام الكاميرات كـ“رحماء” مع أسير صهيوني!
هل الإسلام الذي علمنا الرحمة بالأسير، لم يأمرهم أولاً بالرحمة بأهلهم؟
لقد قال النبي ﷺ:

"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي." (رواه الترمذي).

فأين خيركم لأهلكم يا من تزعمون اتباع سنة النبي؟
أين عدالتكم وإنسانيتكم التي تتفاخرون بها أمام العدو وأنتم تمارسون القهر على الأبرياء؟

إن الإسلام لا يتجزأ.
والرحمة التي تدّعونها للأسرى لا تبرر قسوتكم على أبناء غزة.
وما تفعلونه اليوم ليس من المقاومة في شيء، بل من الإرهاب الداخلي الذي يُمعن في إذلال الناس وسحق كرامتهم.

ختامًا:
حماس لم تعد حركة مقاومة، بل أصبحت سلطة باطشة تمارس الحكم بالحديد والنار.
وتحت عباءة الدين تُخفي وجهها الحقيقي، وجه الطغيان والدم والظلم.
والله يقول في محكم كتابه:

"وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا." (النساء: 93).

فهل بعد هذه الآية عذر لمن يقتل بلا بينة؟
وهل بعد هذا الدم المتدفق يمكن لحماس أن تدّعي الإسلام أو الإنسانية؟


تعليقات