كتبت الباحثة.. سها البغدادي
تأثير التلقين على ذاكرة الطفل، خاصة في الأمور الحساسة مثل الاعتداء
ممكن أن تؤثر رواية الأم المتكررة وتكرار صور شخص معين على ذاكرة الطفل وتشوه الذاكرة لدى الطفل ، خاصة إذا كان الطفل صغيرًا جدًا (أقل من 7 سنوات تقريبًا)، لأن ذاكرة الأطفال في هذه المرحلة لا تزال مرنة جدًا ويمكن تشكيلها بسهولة بالتكرار والإيحاء.
في علم النفس، هناك ما يُعرف بـ"الذاكرة الكاذبة" أو False Memory، وهي ظاهرة تحدث عندما يتذكر الشخص (سواء طفل أو بالغ) شيئًا لم يحدث فعليًا، أو يتذكره بطريقة مشوّهة نتيجة الإيحاء أو التكرار أو الضغوط.
عوامل تزيد من احتمال حدوث الذاكرة الكاذبة:
التكرار والإلحاح في الرواية.
عرض صور متكررة لشخص معين والربط بينها وبين الحدث.
صغر سن الطفل.
وجود علاقة ثقة قوية بين الطفل والمُلقِّن (مثل الأم).
ضغط نفسي على الطفل لتصديق الرواية.
لكن من المهم أن نوضح:
ليس دائمًا تنجح هذه المحاولة في تغيير الذاكرة الأصلية، خصوصًا لو كان الحدث الأصلي شديد الأثر أو مصحوبًا بعواطف قوية (مثل الخوف أو الألم).
ومع الوقت، قد تظهر تناقضات في كلام الطفل أو ارتباك في التفاصيل لو تم التحقيق بشكل مهني.
التحقق من صدق رواية طفل يُشتبه بتعرضه للإيحاء أو التلقين:
1. المقابلات المتكررة من قِبل مختصين
تُجرى مقابلات متعددة مع الطفل، ويُطلب منه أن يحكي القصة بنفسه بدون تدخل.
علامة التلقين: إذا تكررت القصة بالحرف دون تغيير، أو ظهرت جمل "كبيرة" لا تناسب سنه (مثلاً: "ثم اقترب مني وهو يبتسم ابتسامة خبيثة")، فقد يكون ذلك بسبب تلقين.
2. الأسئلة المفتوحة مقابل الأسئلة المغلقة
يُفضَّل استخدام الأسئلة المفتوحة مثل: "ماذا حدث بعد ذلك؟" بدلاً من "هل لمسَك؟".
الطفل الملقَّن غالبًا ما ينتظر توجيه الأسئلة أو يتوقف عندما لا يعرف ماذا يقول.
3. البحث عن تناقضات
الطفل الذي يقول الحقيقة عادةً ما تكون روايته فيها تفاصيل حسية وعاطفية تلقائية، حتى لو كانت غير مرتبة.
أما الطفل المُلقَّن فقد يلتزم بقصة محددة حتى لو كانت غير منطقية أو خالية من المشاعر.
4. ملاحظة لغة الجسد والانفعالات
الطفل الصادق تظهر عليه علامات اضطراب نفسي حقيقية عند التذكر: خوف، قلق، تلعثم، نظرات هروب.
بينما الطفل الملقَّن قد يبدو وكأنه يُمثِّل أو لا يشعر بتأثير حقيقي عند رواية الحدث.
5. اختبارات الذاكرة السياقية
يسأل المختص الطفل عن محيط الحدث (رائحة المكان، لون الغرفة، صوت معين...).
الطفل الذي عاش الحدث فعليًا يكون قادرًا على استحضار تفاصيل سياقية، بينما الملقَّن يواجه صعوبة.
6. المقارنة مع الأدلة المادية أو أقوال الشهود
رواية الطفل تُقارن بالحقائق المتاحة: كاميرات، شهادات، توقيتات.
إذا كانت القصة الملقَّنة غير متوافقة مع الأدلة، تظهر الحقيقة غالبًا.
صح عندك حق 👌 ف فرق بين طفل ملقن وطفل كان ق قلب وإحساس الحدث
ردحذف