الزوج السند: حبيب العمر وصديق الروح وستر الحياة

كتبت .. سها البغدادي 

في عالمٍ يمتلئ بالضغوط والتحديات، يبقى وجود الزوج الصالح الحنون نعمة لا تُقدّر بثمن. هو ذاك الرجل الذي لا تقتصر رجولته على المظهر أو القوة، بل تتجلى في احتوائه لزوجته في كل المواقف، في دعمه اللامحدود لها، وفي قدرته على أن يكون الصدر الحنون، والكتف الذي يُستند عليه، والقلب الذي لا يُغلق بابه يومًا أمامها.

الزوج الحقيقي لا يُهين، ولا يجرح، ولا يكسر. هو من يُدرك أن كرامة زوجته من كرامته، وأن حفظها في العلن والسرّ واجبٌ مقدّس. إذا أخطأت، يُمسك بيدها برفق ويُرشدها بلين، يُعاتبها بينه وبينها، دون أن يُهين أو يعنفها . لأنه يعرف أن الحب احترام قبل أن يكون مشاعر، وصون قبل أن يكون غيرة، ورفق قبل أن يكون حزمًا.

هو الداعم الأول لطموحاتها، يشجعها على النجاح، ويفخر بإنجازاتها كأنها إنجازاته. يحرص على أن تنمو وتكبر وتُحقق ذاتها، لا يخنقها بتحكم أو يُقيدها بغيرة، بل يمنحها الحرية الممزوجة بالثقة، لأنه يعلم أن الحب لا يُزهر إلا في مناخ من الأمان.


الزوج الصديق والرفيق، هو الذي يُجبر خاطرها، حتى لو لم يكن سبب جرحها، من يُكمل نقصها لا يعيّرها به، من يحمي ضعفها ويقوي منها . هو من يخاف عليها في صمت، ويحتويها في حضنه حين تضيق بها الحياة، من يراها في عيونه أغلى ما يملك، من يسترها بخلقه قبل بيته، ويجعلها تشعر بالأمان قبل أي شيء.

هو من يعدّل ميلها إن مالت، لا ليُقيم الحجة عليها، بل ليحميها من الدنيا إن قست. لا يُمارس "ذكوريته" عليها، بل يكون لها رجلًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى: شهامة، احتواء، وفاء، حنان، ورجولة حقيقية.

هو من يصون العشرة ويقدّس الود، ويصنع المستحيل فقط ليُرضي قلبها. لا يخذلها أمام الناس، ولا يسمح لأحد أن يجرحها، يحفظ أمانتها في قلبه، ويتقي الله فيها في كل صغيرة وكبيرة.

هو من يحبها أكثر من نفسه، يراها نعمة، ويتعامل معها على هذا الأساس. لا يسمح لأحد أن يقهرها، ولا أن يكسرها، لأنه ببساطة: السند، والستر، والحبيب، والصاحب، والرفيق.



تعليقات