كتبت .. سها البغدادي
كتير من الأمهات بتقول الجملة دي:
"ابني عنيد ومش بيسمع الكلام!"
بس قبل ما نحكم عليه، تعالي نرجع خطوة ونسأل نفسنا:
هو فعلًا "عنيد"؟
ولا هو طفل ليه شخصية، وعنده رأي… بس مش لاقي مساحة يعبر عنها؟
مشهد متكرر في بيوت كتير:
أم مستعجلة عندها مشوار، وطفلها الصغير (٤ سنين) مش عايز يلبس الجزمة اللي اختارتها له.
يبدأ الجدال، ويعلو الصوت، وبدل ما الموقف يتحل، يتحول لمعركة!
لكن… أم واعية وقفت لحظة، خدت نفس، وببساطة قالت له:
"تحب تلبس الجزمة السودة ولا الحمرا؟"
وفجأة… الطفل سكت، وفكر، واختار واحدة… ولبسها!
السر؟
الأم ما فرضتش عليه أمر، لكنها اديته "اختيار".
والاختيار بيدي الطفل إحساس إنه مسموع، وإن له رأي مهم.
وده مش ضعف في التربية… ده ذكاء وحكمة.
الأطفال مش بيحبوا يتحكم فيهم حد
زي الكبار بالظبط، الطفل بيحب يحس إن له حرية ومساحة.
لما نحترم رأيه، حتى في الحاجات الصغيرة، زي لبس أو أكل أو لعبة،
هو بيتعلم يعبّر عن نفسه، وده بيهدّيه ويقوّي شخصيته.
لكن لما نزعق له، ونقوله "إنت عنيد"، ونفرض عليه كل حاجة…
بيتعلم العند كوسيلة دفاع.
وبيبدأ يشوفنا مش كمصدر أمان… لكن كخصم!
التربية مش فرض… التربية علاقة
كل موقف صعب مع ابنك هو فرصة:
يا إما تعلّميه منه حاجة،
يا إما تكبّري المشكلة!
كل مرة تسيطري فيها بهدوء بدل العصبية،
أنتي بتبني جسر بينك وبينه… مش جدار.
التربية الصح مش بس تعليم وانضباط،
لكن حب، واحترام، وقدوة.
وأخيرًا…
ابنك مش نسخة منك، ولا لازم يفكر زيك.
هو شخص مستقل، ليه مشاعره ورغباته.
فلما تسمعيه وتدي له مساحة…
هتشوفي "العند" بيقل، و"الهدوء" بيزيد
خليكي دايمًا الأم اللي بتفهم وتحتوي… مش اللي بتحكم وتعاقب.
بعقلك الكبير، وقلبك الواسع… هتقدري تربي طفل سوي، واثق، ومحب للحياة
تعليقات
إرسال تعليق