في الظاهر، قد يبدو بيته مستقراً، زوجته موجودة، وأولاده يلعبون في الزوايا... لكن الحقيقة المؤلمة خلف الأبواب المغلقة تُخبرنا غير ذلك.
بيت النرجسي ليس بيتًا، بل خيوط عنكبوت نسجها بعناية حول ضحاياه، يُخضعهم، يراقبهم، يسلبهم طمأنينتهم، ثم يُلقي عليهم اللوم إن اختنقوا.
في بيته:
- الأب حاضر جسدًا، غائب روحًا.
- الأبناء أيتام، وإن كان والدهم بينهم.
- الزوجة أرملة، وإن كان زوجها لم يمت بعد.
بدلاً من المودة، يفرض سيطرة خانقة.
بدلاً من الرحمة، يمارس قسوة باردة.
بدلاً من السكن والراحة، يصدر قلقًا وتوترًا.
بدلاً من الدفء، يشعل المشاحنات.
بدلاً من التفاهم، يتغذى على العناد ويفرض رأيه بالقوة.
وبدلًا من القِوامة، يُلقي كل الأعباء على زوجته، مُهملاً، بخيلاً، بلا سند أو دعم.
لكن... كيف تنجو الزوجة من هذا السجن؟ وكيف يحاول الأبناء التنفّس بعيدًا عن سُمّه؟
حيل النجاة من ظلمه:
1. بناء حياة داخلية قوية:
الزوجة تبدأ بتقوية نفسها عاطفياً ونفسياً، من خلال التثقيف، الدعم النفسي، أو حتى اللجوء إلى جلسات علاجية. تبني "حصنًا داخليًا" يحميها من السقوط.
2. عدم مجاراته في لعبة السيطرة:
بدلاً من المواجهة المباشرة التي قد تزيد العنف، تلجأ إلى الذكاء العاطفي، تتجنب الصدام، وتنسحب بهدوء حين تدرك أن الجدال عبثي.
3. الدعم الخارجي:
تسعى إلى خلق شبكة دعم خارجية: صديقة واعية، أخت متفهمة، أو حتى مستشارة أسرية تساعدها على اتخاذ قرارات واقعية.
4. الاستقلال التدريجي:
تحاول خلق مصدر دخل، أو تطوير مهارة، تمكّنها من الوقوف على قدميها دون أن تكون تحت رحمته ماديًا.
5. الأبناء والتفريغ الآمن:
تشجع أبناءها على التعبير، لا تكتم مشاعرهم، وتعلّمهم كيف يميزون السلوك المؤذي دون أن يكرهوه – فقط ليتفادوا تكرار النموذج لاحقًا.
6. التخطيط للخروج الآمن:
في بعض الحالات، يكون الانفصال هو طوق النجاة، لكنها تخطط له بهدوء، لتخرج بأقل الخسائر وأكثر الكرامة.
في النهاية، قد يبدو بيت النرجسي ثابتًا، لكنه هش كبيت العنكبوت... يكفيه نسمة وعي لتتساقط خيوطه.
تعليقات
إرسال تعليق