كتبت .. سها البغدادي
المرأة بطبيعتها كائن عاطفي، تُكوِّن روابط قوية مع من تحب، وتستثمر في العلاقة ليس فقط مشاعرها، بل وقتها، جهدها، وأحلامها. ومع ذلك، قد تتخذ قرارًا صعبًا بالرحيل، حتى وإن كان قلبها لا يزال متعلقًا. فما الذي يدفعها لذلك؟
1. المرأة لا تنسحب فجأة
قرار الانفصال عند المرأة لا يأتي فجأة، بل هو تراكم مشاعر تمت على مدى فترة طويلة. غالبًا ما تعاني في صمت، وتحاول بكل الطرق أن تُنقذ العلاقة. لكن مع كل مرة تُخذل فيها، ينكسر شيء بداخلها.
2. الحب وحده لا يكفي
رغم أن الحب هو الأساس، إلا أن المرأة تحتاج إلى:
- الاحتواء: أن تشعر بالأمان العاطفي.
- الاحترام: أن تُعامل ككيان له قيمة.
- الاهتمام: أن يشعر بها الطرف الآخر ويشاركها تفاصيل يومها.
- الاستمرارية: في الحب والكلام الحلو والتقدير، وليس فقط في البداية.
حين تُحرم من هذه الركائز، تبدأ في الانفصال العاطفي حتى وإن استمرت جسديًا في العلاقة.
3. الصبر ليس ضعفًا بل مرحلة
المرأة تصبر كثيرًا وتُعطي فرصًا مرارًا، وهذا ليس ضعفًا بل لأن الحب الحقيقي لا يُرمى بسهولة. لكنها حين تصل إلى نقطة اللاعودة، يكون قرارها مدروسًا، ثابتًا، ونهائيًا.
4. قرار الرحيل قد يكون نابعًا من حب الذات
عندما تشعر أنها تُستنزف عاطفيًا، ولا يُقدَّر ما تفعله، تبدأ بإعادة ترتيب أولوياتها. تدرك أنها تستحق علاقة صحية، تُعزز من كيانها، لا تستهلكها نفسيًا. وهنا يكون الرحيل خطوة نحو حب الذات، لا هروبًا من الحب.
5. الندم يأتي بعد فوات الأوان
غالبًا ما يُدرك الطرف الآخر قيمة المرأة بعد رحيلها، حين لا يجد من يفهمه، من يحنو عليه، أو من يشاركه التفاصيل الصغيرة التي كانت تملأ حياته بالدفء.
المرأة لا ترحل لأنها لم تعد تحب، بل ترحل لأنها أُحبِطت، كُسِرت، وأُهمِلت حتى لم يتبقَ ما يُعطي. مشاعرها لا تُطفأ فجأة، بل تنطفئ ببطء مع كل خيبة، حتى تختفي.
احترام المرأة، احتواؤها، وتقدير عطائها، ليسوا رفاهية... بل أساس أي علاقة حقيقية تستمر.
تعليقات
إرسال تعليق