بقلم/ الاستاذ الدكتور فؤاد شهاب
في كل قصة نجاح، هناك أسماء كثيرة تُذكر، ووجوه تتصدر المشهد، لكن خلف الأضواء دائمًا قلب نابض ويد خفية تصنع المعجزات. في قصة مريم، كان هذا القلب هو خولة (نادية)…زوجتي، ورفيقة دربي، والأم التي حملت على كتفيها العبء الأكبر، وأهدتنا جميعًا الأمان والدفء والقوة.
مريم، المولودة الأولى التي وُلدت فاقدة السمع، لم تكن بالنسبة لخولة أزمة، بل أمانة. كانت تعرف أن الأمر يحتاج إلى أكثر من علاج وتأهيل، يحتاج إلى قلب يصبر، ويد تعمل، وعقل لا يساوم على الأمل. فصارت هي الركيزة التي قام عليها بيتنا، والنبع الذي نهلنا منه الطمأنينة، والسند الذي لم يتعب رغم ثقل الأيام.
هي التي رافقت مريم من البحرين إلى لندن، ثم إلى القاهرة، تقضي النهار بين الجلسات العلاجية والليل بين العناية بطفلين، وهي التي احتملت الغياب الطويل وأنا بين العمل والسفر، لم تشتكِ، ولم تتوقف عن بث الطمأنينة في قلوبنا.
نجاح مريم لم يكن نتاج جهد فرد واحد، لكنه بلا شك كان ثمرة غرس أم آمنت أن التحدي فرصة، وأن الحب حين يقترن بالإرادة يغير مصائر البشر. لقد صنعت من بيتنا فريق عمل متعاضد، وحوّلت قصة ابنتنا إلى رسالة عامة ألهمت المجتمع، وفتحت الأبواب أمام عشرات الأسر لتؤمن بأن أطفالها قادرون على النجاح.
خولة (نادية) ليست فقط زوجتي وأم أبنائي، هي الشاهد الحي على أن المرأة التي تبني أسرة قوية، تسهم في نهضة مجتمع بأكمله. وأن وراء كل معجزة، هناك أمّ اسمها الحب، وصبرها هو سر الانتصار.
إلى خولة (نادية)…الإنسانة التي كانت وما زالت قلب هذا البيت، إلى من أعطت بلا ضجيج، وضحت بلا حساب، وحملت العبء الأكبر في رحلة مريم. كنتِ الأمان لمريم، والدفء لي، والسند للجميع. رغم وجع السنوات الأخيرة ورغم المرض الطويل، ما زلتِ نبعنا ونورنا وقوتنا الصامتة. هذه الطبعة الثالثة من الكتاب هي لكِ، اعترافًا بجميلك الذي لا يُحصى، وامتنانًا لظلك الذي لا يغيب، ودعاءً بأن يلبسك الله ثوب العافية كما ألبستنا ثوب الطمأنينة طوال عمرك. أحبك ما حييت… ولما بعد الحياة أيضًا.
— زوجك وصديقك وامتنانك الأبدي،
فؤاد
تعليقات
إرسال تعليق