عندما يُنَصْبْ الإعلامي نفسه مكان العَالِمْ

 


بقلم ✒️

 ا.د فتحي الشرقاوي 

مُنظرا ومحللا وناقدا ومستشارا، منذ ايام معدودات طالعنا الباز الجهبذ بتصريح زلزل أركان منظومة البحث العلمي مشككا

 في رسايل الماجستير والدكتوراه الممنوحة من الجامعات المصرية وأنها لا قيمة لها ، ولم نجد اي ردود فعل رسمية تقف امام هذا التصريح غير المسؤل شكلا ومضمونا لأنه قد يترتب على تصريحه الارعن فرار الباحثين الأجانب والوافدين من المجيئ إلى مصرنا العزيزةلاستكمال دراساتهم العليا،إذ ماقيمة استكمال الوافد لدراسته والإعلام الرسمي المصري نفسه يشكك في قيمة تلك الرسائل، ومن ثم عدم فاعليتها وها نحن اليوم أمام مهزله جديدة من مهازل اعلامنا المرئي الذي بات يسعى سعيا محموما وراء الترندتحقيقا لشهرة ذاتية للمذيع وللقناة وللمحطة التي يعمل بها لزيادةالكروش

والعروش ضاربا عرض الحائط بالقيم المجتمعية التي تمثل عماد هذه الأمةوبطل هذه المهزله الجديدة ما يسمى تامر امين 

لقد طل علينا بطلته البهيه من خلال أحد البرامج التلفزيونية ذات الكثافة العالية في نسبة المشاهدةمُنصبا نفسه مُنظرا وخبيرا ومستشارا في مجال رسم منظومة وسياسات التعليم بعامه ودراسة اللغات في الجامعات المصرية بخاصةونسى إنه مجرد مذيع وعليه عدم التورط في ابداء آراء هو شخصيا غير مؤهل اكاديميا وعلميا لها ،ماذا قال هذا التامر..

اولا: 

بكلمات بسيطة وفي قاعدة انس ناقصها كوباية شاي بالياسمين.

امام الكاميرات قائلا أن جميع جامعات وكليات الألسن المعنية بتدريس اللغات برمتها ( الانجليزية،الفرنسية ، الإيطالية، الألمانية.. الخ لا قيمة لها وينبغي غلقها والتخلص منها مبررا دعوته الخزعبلية، بأن تعليم اللغات أي كانت لا تتطلب سوى شهران لتعلمها وتعلم الحديث بها من خلال برامج النت المعنية بالتدريب على نطق تلك اللغات، ،و بالتالي لا داع لاهدار طاقاتنا في دراستها اكاديميا، أنا لست في حاجه للتدليل على مدى تسطح وخواء فكر هذاالتامرالذي من المفترض إنه رئه اعلاميه تستهدف مصلحة المجتمع ،فقد رادف هذا الجهبذ دراسة اللغات الاجنبيه في مدى قدرة الفرد على نطقها والحديث بها فقط متغافلا بل جاهلا بأن دراسة اللغات بشتى انواعها،لا تقف عند حد مجرد  النطق بها( المحادثة ) فهذا أحد اهداف كليات الألسن واللغات وليس كلها بقدر امتدادها لدراسة ادبيات وثقافات وعلوم وتراث تلك الشعوب الناطقة بها 

والغريب والأغرب أننا لم نجد ردا واحدا يحمل صفة الرسمية ولا أي فرد من آلاف المتخصصين في مجال تدريس اللغات اكاديميا بكليات اللغات والألسن انتابته الحميه العلمية والمجتمعية،وقام بالدفاع ضد هذا التوجه الخَرِب الجاهل الجهول المجهال، وتلك قضية اخرى سنتطرق إليها لاحقا

ثانيا.

لم يكتف هذا التامر بدعوته التخريبية إلى ضرورة الاستغناء بل الى غلق جميع جامعات وكليات اللغات و الألسن، بل زاد الطين بله كما يقولون ،و زادت شطحاته المتطرفة حدا تجاوز الحدود الدنيا من المنطق والعقلانية وطالب أيضآ  بضرورة حذف وإلغاء تخصصات مثل  التاريخ والفلسفة والمنطق والجغرافيا من خريطة التدريس الأكاديمي في الجامعات والكليات المصرية معللا دعوته ،بأن تلك التخصصات  لا قيمة لها ،ولا تحقق متطلبات الواقع.

التكنولوجي الذي نعايشه، هنا اجد نفسي صامتا ولا أقوى على الرد عليه، ليس لقصور مني في الرد  ولا لضعف مني في دحض أفكاره العقيمه، ففي الجعبة الكثير والكثير ،بقدر تيقيني بأنه لن يفهم ولن يعي ما أقوله علميا وابستمولوجيا نظرا لضحاله وتسطح  فكره الانساني ،فيما يتعلق بأهمية الحفاظ على هوية و ثقافة المجتمع ومدى تطوره الإنساني الحضاري كأحد أهم أهداف التدريس الأكاديمي في الجامعات،ولازال للحديث بقية بإذن الله تعالى 

مجرد خاطره

 ا.د.فتحي الشرقاوي

 أستاذ علم النفس

 جامعة عين شمس

تعليقات