بقلم _ مهيب الجحافي
الإخوان والحوثي لم يعودوا خصمين كما يزعمون، بل تحوّلوا إلى جبهة واحدة، يجمعها الحقد على الجنوب وخصومة الإمارات. تحالفوا تحت الطاولة، وتبادلوا الأدوار: الحوثي يقتل ويدمّر، والإخوان يضلل ويفبرك الأكاذيب. والنتيجة واحدة: مشروع إيراني–إخواني يستهدف الأرض والإنسان.
وفي الوقت الذي تقدم فيه دولة الإمارات دعماً سخيًا للشعب اليمني شمالاً وجنوباً، لم يجد الإخوان والحوثي سوى الطعن في ظهرها عبر حملات إعلامية مأجورة، كانت آخرها الكذبة المفضوحة عن زيارة وفد إسرائيلي إلى عدن. كذبة مريضة هدفها ضرب ثقة الشارع الجنوبي بقيادته السياسية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وتهيئة الغطاء لعمليات القاعدة وداعش ضد العاصمة عدن والقوات الجنوبية، والتشوية بصورة الإمارات أمام الرأي العام.
والمفارقة أن قيادات إخوانية نفسها ظهرت على قنوات إسرائيلية تستجدي الدعم والتنسيق معها ضد الحوثي! فكيف لمن يغازل تل أبيب علنًا أن يزايد على الجنوب والإمارات بشعارات كاذبة؟ إنها قمة النفاق والازدواجية السياسية.
أما الجنوب، فقد ظل ثابتًا على موقفه الأخلاقي والإنساني، يرفض العدوان على غزة ويدعم الشعب الفلسطيني بصدق، دون متاجرة أو دعاية. وهنا يبان الفارق: من يقاتل بشرف على أرضه دفاعًا عن حقه، ومن يتاجر بالشعارات ويتقن فن الكذب.
لقد سقط إعلام الحوثي والإخوان سقوطًا مدويًا، وتحول إلى مجرد بوق دعائي لا يصدقه حتى أنصاره. إعلام يصرخ بالكذب لأنه فشل في الميدان، أمام قوات جنوبية صلبة ومشروع وطني يقوده الزُبيدي بثبات واقتدار.
إن اجتماع الحوثي والإخوان مع القاعدة والدواعش في خندق واحد ضد الجنوب هو أكبر دليل على أن الجنوب قد أرعبهم وأفشل مشاريعهم. فالخصوم لا يتوحدون إلا حين يواجهون قوة حقيقية أربكت حساباتهم.
وبالتالي فإن الإخوان والحوثي ليسوا سوى وجهين لعملة الخيانة والارتهان، بينما الجنوب يسير بثبات في طريق الحرية والكرامة، مدعومًا بأشقائه في الإمارات والتحالف العربي، ليصنع فصول النصر القادمة، تاركًا خصومه غارقين في مستنقع الدجل والخيانة.
تعليقات
إرسال تعليق