مصر وإسرائيل: هل يقترب شبح الحرب؟

 


كتبت .. سها البغدادي 

في ظل تصاعد الأحداث الإقليمية بين الدول العربية وإسرائيل، تزداد التساؤلات حول موقف مصر، وإمكانية اتخاذها قرار الحرب. المشهد الحالي معقد، لكن المؤشرات المتاحة تقدم صورة أوضح عن حدود التصعيد واحتمالات المواجهة.

معطيات تمنع الحرب الشاملة

أول ما يجب الإشارة إليه هو أن قرار الحرب ليس سهلًا ولا سريعًا؛ فمصر ترتبط بمعاهدة سلام منذ 1979، وتدرك التكلفة البشرية والمادية لأي صراع شامل. علاوة على ذلك، هناك ضغوط دولية، خصوصًا من الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميين، لاحتواء الموقف ومنع انفجار مواجهة عسكرية واسعة.

ما تغيّر في الموقف المصري

على الرغم من القيود، رفعت مصر من حدة خطابها مؤخرًا:

  • تحذيرات رسمية صريحة: القاهرة أعلنت أن أي محاولة لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء «خط أحمر» يمس الأمن القومي.
  • تعزيزات عسكرية: نشر قوات إضافية في شمال سيناء في رسائل ردع واضحة، استعدادًا لأي تداعيات.
  • نشاط دبلوماسي مكثف: تحركات داخل الجامعة العربية ومع قوى دولية لإيقاف التصعيد وحماية المدنيين.

السيناريوهات المحتملة

  1. مواجهة شاملة: تظل الاحتمالية ضعيفة إلا إذا وقع اعتداء مباشر على الأراضي المصرية أو تم تنفيذ تهجير جماعي واسع نحو سيناء.
  2. تصعيد محدود: يشمل عمليات دفاعية على الحدود أو ضربات استباقية ضد تهديدات محددة دون إعلان حرب.
  3. استمرار الضغط السياسي: وهو السيناريو الأكثر ترجيحًا حاليًا، حيث تواصل القاهرة العمل الدبلوماسي المكثف مع إبقاء الخيار العسكري كرسالة ردع.

تأثير التصعيد على الاقتصاد والأمن الحدودي

أي تصعيد عسكري ستكون له كلفة اقتصادية واضحة على مصر، إذ سترتفع فاتورة تأمين الحدود والإنفاق الدفاعي، مما قد يضغط على الموازنة العامة ويؤثر على الاستثمارات الأجنبية والسياحة. كما أن أسعار الطاقة وسلاسل الإمداد قد تتأثر إذا طال أمد الأزمة.

على المستوى الأمني، ستحتاج مصر إلى تعزيز مراقبة حدودها الغربية مع ليبيا تحسبًا لأي تسلل للإرهابيين أو تهريب سلاح، وكذلك تأمين الحدود الجنوبية مع السودان ضد أي تدفقات غير شرعية، فضلًا عن استمرار التشديد على الحدود الشرقية في سيناء لمنع أي عمليات إرهابية أو محاولات تهجير غير قانونية.

الخلاصة

مصر اليوم في حالة استنفار سياسي وعسكري، لكنها تميل إلى تفادي الحرب الشاملة لما تحمله من كلفة عالية على الداخل والخارج. ومع ذلك، فإن أي خرق لخطوطها الحمراء قد يدفعها إلى خطوات ميدانية محسوبة دفاعًا عن أمنها القومي. المشهد إذن مفتوح على تصعيد محدود، لا على حرب شاملة — إلا إذا تغيرت المعادلات جذريًا.


تعليقات