مصر.. مفتاح القضية الفلسطينية وحسابات الموقف من قطر

  


🇪🇬 ✍️ تحليل: سها البغدادي 

منذ عقود طويلة تظل القاهرة هي العنوان الأبرز في القضية الفلسطينية، والبوابة التي لا يمكن تجاوزها في أي مفاوضات أو مبادرات تهدف لإيجاد حل عادل ودائم للصراع العربي – الإسرائيلي. ومع اشتعال الأوضاع من جديد في الأراضي المحتلة، يعود السؤال: ما هو الدور الذي ستلعبه مصر مستقبلًا؟ وهل يمكن أن تنخرط في ملفات أخرى مثل الدفاع عن قطر؟

أولًا: مصر والقضية الفلسطينية.. الوسيط الذي لا غنى عنه

  • دور الوساطة: مصر أثبتت أنها الطرف الأكثر قبولًا بين جميع الأطراف، سواء إسرائيل أو الفصائل الفلسطينية، ما يجعلها الضامن لأي اتفاق تهدئة أو تسوية.
  • المصالحة الفلسطينية: القاهرة تتحرك منذ سنوات لتحقيق تقارب بين "فتح" و"حماس"، إيمانًا منها أن توحيد الصف الفلسطيني هو المدخل الحقيقي لحل القضية.
  • البُعد الأمني: بحكم الجغرافيا، أمن سيناء مرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يجري في غزة، ما يدفع مصر للتحرك بسرعة لمنع أي انفجار عسكري يهدد حدودها.
  • الجانب الإنساني: عبر معبر رفح، تقدم مصر الدعم الإغاثي والطبي للفلسطينيين، إضافة إلى دورها في إعادة إعمار غزة، ما يعزز صورتها كداعم إنساني قبل أن تكون وسيطًا سياسيًا.

ثانيًا: هل ستتدخل مصر للدفاع عن قطر؟

الملف القطري مختلف تمامًا؛ فمصر ليست ملزمة عسكريًا بالدفاع عن الدوحة، خصوصًا أن علاقتهما مرت بتوترات سياسية. ومع ذلك:

  • ستدعم مصر قطر دبلوماسيًا إذا تعرضت لتهديد خارجي، في إطار التضامن العربي.
  • قد تشارك في تحالف عربي أو دولي إذا صدر قرار جماعي في إطار الجامعة العربية أو اتفاقية الدفاع العربي المشترك.
  • لكنها لن تتحرك منفردة لحماية قطر، فالأولوية بالنسبة للقاهرة تبقى حماية أمنها القومي أولًا، ثم دعم الاستقرار الإقليمي ثانيًا.


ولذلك مصر ستبقى حجر الزاوية في القضية الفلسطينية، فلا حل ولا تهدئة ولا إعادة إعمار دون حضورها الفاعل. أما فيما يخص قطر، فدور القاهرة سيظل سياسيًا ودبلوماسيًا أكثر منه عسكريًا، ولن يتجاوز حدود التحالفات الرسمية إذا استدعت الضرورة.

وبين الملفين، تظل مصر مطالبة دائمًا بأن توازن بين دورها التاريخي في فلسطين وحسابات مصالحها الاستراتيجية في الخليج.



تعليقات

  1. تحليل رائع للوضع الحالي ومكانه مصر

    ردحذف

إرسال تعليق