كتبت .. أميرة محمد
صرحت الباحثة في الشأن العربي والدولي سها البغدادي ردا على تصريحات أثيوبيا الأخيرة والتى أدعت فيها أن سد النهضة قد حمى دولتى المصب من دمار الفيضانات وحمى الأرواح من هطول الأمطار الغزيرة على المرتفعات الأثيوبية.
🔹 أولاً: الرد العلمي
قالت الباحثة سها البغدادي إن ادعاء الحكومة الإثيوبية بأن سد النهضة حمى مصر والسودان من دمار الفيضانات خلال الأشهر الأخيرة "ادعاء باطل علميًا ومخالف للمنطق الهيدرولوجي"، مؤكدة أن ما جرى على أرض الواقع هو العكس تمامًا.
وأضافت أن إثيوبيا أقدمت على تفريغ كميات ضخمة من المياه دون أي تنسيق فني أو إنذار مسبق مع دولتي المصب، ما تسبب في اضطراب مفاجئ في مناسيب النيل الأزرق، وأدى إلى خسائر مادية وبشرية جسيمة داخل الأراضي السودانية، خاصة في المناطق القريبة من سد الروصيرص.
وأوضحت البغدادي أن "السدود الكبرى يجب أن تُدار وفق منظومة تنسيق إقليمي مشترك لتفادي الكوارث"، مشيرة إلى أن "إدارة سد النهضة بشكل أحادي تهديد مباشر للأمن المائي، وقد تؤدي إلى كوارث بيئية وإنسانية إذا استمر التعنت الإثيوبي".
وأكدت أن سد النهضة لم يُصمَّم كمنظومة حماية من الفيضانات، بل لتوليد الكهرباء، وبالتالي لا يمكن الادعاء بأنه "أنقذ الأرواح"، خصوصًا في ظل غياب الشفافية الكاملة حول حجم المياه المخزنة والمفرغة من بحيرة السد.
🔹 ثانيًا: الرد السياسي
وفي سياق متصل، حمّلت الباحثة سها البغدادي إثيوبيا المسؤولية الكاملة عن أي أضرار لحقت بالشعبين السوداني والمصري جراء سياساتها المائية غير المسؤولة، معتبرة ما حدث "جريمة مائية وإنسانية مكتملة الأركان".
وقالت إن إثيوبيا تمارس سياسة الابتزاز المائي عبر إدارة النهر بأسلوب أحادي يخالف كل القوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة للحدود، وتتعمد تعريض حياة الملايين في السودان ومصر للخطر من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية.
وأضافت البغدادي أن "إثيوبيا تُجرّ المنطقة نحو فوضى مائية خطيرة تهدد الأمن الإقليمي"، مشيرة إلى أن تفريغ المياه دون إخطار مسبق في موسم الأمطار الغزيرة كان عملاً عدائياً يعكس استخفافًا صارخًا بأرواح الأبرياء وبمبادئ حسن الجوار.
واختتمت تصريحها قائلة:
"من يدّعي حماية الأرواح بينما يُعرّض جيرانه للموت عطشًا وغرقًا لا يمكن أن يكون شريك سلام، بل هو مصدر تهديد يجب أن يُواجَه بموقف عربي وإفريقي موحد يحمي حق الشعوب في الحياة والأمان المائي".
تعليقات
إرسال تعليق