سها البغدادي تفجّرها: إثيوبيا تبيع الوهم للعالم بادعاء حماية مصر والسودان... وسدّ النهضة هو الخطر الحقيقي لا الحامي!


كتبت .. أميرة محمد 

في ردٍّ حاد ومليء بالحقائق، فجّرت الباحثة سها البغدادي مفاجأة من العيار الثقيل، مؤكدة أن ما تروّجه إثيوبيا عن أن سدّ النهضة "حمى مصر والسودان من دمار الفيضانات" ليس سوى كذبة سياسية مفضوحة تهدف إلى تبييض وجه أديس أبابا بعد الجرائم البيئية والإنسانية التي ارتكبتها بحق دولتي المصبّ.
وأكدت البغدادي أن إثيوبيا تتنصل من مسئوليتها عن الكوارث التي لحقت بالسودان ومصر نتيجة تفريغ كميات ضخمة من المياه دون أي تنسيق مسبق، معتبرة ما حدث عملاً عدائيًا مقصودًا يرقى إلى مستوى الابتزاز المائي واستخدام النيل كسلاح ضد الشعوب.

وقالت البغدادي فى رسالة إلى السادة المعنيين :

أُودُّ أولًا أن أُؤكّد أن مصر ليست ضد الجهود الوطنية التي تبذلها إثيوبيا في التنمية والاعتماد على مواردها المائية، لكن الادعاء بأن سدّ النهضة قد «منع دمارًا تاريخيًا وحمى الأرواح» في مصر والسودان خلال الأشهر الأخيرة يحتاج إلى وقفة نقدية علمية.

إليك ملاحظاتي في هذا الصدد:

1. مغالطة المنفعة المطلقة

  • السدود غالبًا ما تؤدي أدوارًا متعددة — منها توليد الكهرباء، وتخزين المياه، وربما المساعدة في التحكم في الفيضانات — لكن لا يمكن أن تتحوّل إلى حصن حصين يمنع كل كارثة فيضانية مهما بلغت شدتها.
  • القول بأن سدّ النهضة «منع دمارًا تاريخيًا» يوحي بفعالية مطلقة في كل السيناريوات، وهذا غير ممكن من الناحية الهيدرولوجية.

2. وضع السدّ ومرحلة التخزين

  • إذا كان خزان السد ممتلئًا بالفعل، فإن قدرته على امتصاص ذروة تساقط الأمطار تصبح محدودة، ويُضطر لفتح البوابات أو المفيض لإطلاق المياه الزائدة — مما قد يسبب فيضانات إذا لم تُدار التنسيقات مع السدود في السودان.
  • إذا كان التخزين منخفضًا قبيل الموسم، فربما خدم السدّ بشكل مؤقت في امتصاص بعض الذروة، لكن هذا ليس ضمانًا لمنع الفيضانات على الدوام.

3. افتقاد التنسيق الإقليمي والتحكُّم المشترك

  • للتحكُّم الجيد في ظاهرة فيضانية إقليمية، يجب أن تكون هناك منظومة متكاملة تشمل إدارة التخزين والتصريف في السدود الإثيوبية، وسدود السودان (كالروصيرص وسنار)، مع استشعارات هيدرولوجية مشتركة.
  • الإعلان الأحادي بأن السدّ «حما» دون الكشف عن معطيات دقيقة عن كميات المياه المصدرة والمتدفقة وقرارات الفتح والفرق الزمني بين منشآت السدود، يثير الشكوك في صحة الادعاء.

4. غياب التفاصيل والإثباتات الرقمية

  • ما هو مقدار المياه الزائد الذي تم احتباسه؟ وما هو مقدار الذي اضطر لفتحه؟ وما هو الفارق بين الحالة لو لم يُبَنَ السدّ؟
  • لا توجد بيانات موثوقة معلنة تُظهر أن كميات المياه التي وصلت إلى السودان ومصر كانت بالفعل أقل بكثير بسبب السدّ، مقارنة بحالة عدم وجوده.

5. الخطر المتوقع من التفريغ المفاجئ

  • في حال تغيّرت ظروف التشغيل أو اضطرّ السدّ إلى تفريغ مفاجئ (لأسباب فنية أو طلب توليد الكهرباء)، فإن ذلك قد يسبب فيضانات مفاجئة في السودان إذا لم يُحسن التنسيق.
  • في التاريخ المائي العالمي، هناك حالات عديدة لسدود تسبّبت في كوارث حين فُتحت بواباتها فجأة دون تنسيق.

وأنهت الباحثة سها البغدادي كلامها فقالت :

إنّ الادعاء بأن سدّ النهضة قد حمى مصر والسودان من دمار الفيضانات وحفظ الأرواح خلال الأشهر الأخيرة هو ادعاء مبالغ فيه علميًا.
السدّ ربما ساهم مؤقتًا في تخفيف الذروة في ظروف معينة، لكن ليس بصفته درعًا يقي من كل كارثة.
بدون تنسيق إقليمي دقيق، وبيانات شفافة عن التدفقات، وقرارات تشغيل مشتركة، لا يمكن قبول هذا الادعاء كحقيقة موثوقة.


تعليقات