“فرقة الأحلام”.. حينما يصبح الفن رسالة سامية لبناء جيل وطني راقٍ بالفكر والوجدان


حوار .. سها البغدادي 

في زمنٍ أصبحت فيه التكنولوجيا تسرق انتباه الأطفال، وتُغريهم بعوالم افتراضية قد تبعدهم عن القيم، يبرز الفن الهادف كمنقذ حقيقي يزرع في نفوسهم الحب والانتماء للوطن، ويرتقي بأرواحهم نحو الجمال والسمو.
إن تعليم الأطفال الإنشاد الديني والفن الوطني ليس مجرد تدريب صوتي أو نشاط ترفيهي، بل هو تربية وجدانية تغذي الروح بالقيم الإنسانية، وتمنحهم ثقة بالنفس وروح تعاون عالية. كما أن تلك الأنشطة تُعد وسيلة مثالية لإبعادهم عن مخاطر الإنترنت والعزلة الرقمية، وتنمية قدراتهم الفكرية والإبداعية، من خلال العمل الجماعي والتواصل البناء.

وفي هذا الإطار، أجرت صوت العرب  هذا الحوار مع الدكتورة أحلام إسماعيل، مديرة فرقة الأحلام للفن الهادف والإنشاد الديني والوطني، التي استطاعت أن تجمع بين الفن والتربية، لتُخرج جيلاً جديداً يُغني للوطن ويؤدي رسائل الخير والجمال بصوت الطفولة النقي.

الحوار 

س: في البداية دكتورة أحلام، نود أن نعرف كيف بدأت فكرة “فرقة الأحلام”؟
بدأت الفكرة من إيماني العميق بأن الفن الهادف هو رسالة سامية، وأن الأطفال إذا تم توجيه طاقتهم في طريق الفن الصحيح، سيصبحون عناصر إيجابية في المجتمع.
كانت البداية عندما شاركت ابنتي حنين صبري عبد العزيز في أحد عروض قصر ثقافة الجيزة، حيث استمع لها د. كرم ربيع مدير قصر الثقافة وأُعجب بصوتها وأدائها، ثم طلب منها تكوين فرقة للإنشاد الديني داخل القصر. ومن هنا وُلدت فكرة “فرقة الأحلام”.

س: وكيف تم اختيار أعضاء الفرقة؟
تم اختيار الأطفال بعناية من خلال مبادرة "الأحلام لاكتشاف المواهب" التي كنت قد أطلقتها مسبقاً لاكتشاف الأصوات الواعدة. كان الأطفال يرسلون مقاطع صوتية، ويتم تحليل أصواتهم بناءً على المقامات التي درستها حنين صبري، وتم تجميع الأصوات المتميزة لنشكل نواة فرقة تحمل روح الفن الراقي والرسالة الوطنية.

س: من هم مؤسسو فرقة الأحلام؟
تضم الفرقة ثلاثة مؤسسين أساسيين:

  • د. أحلام إسماعيل (المدير الإداري ومديرة الفرقة).
  • المنشدة والمدربة على المقامات حنين صبري.
  • المايسترو نادر مونجي من قصر الثقافة، الذي يشرف على تدريب الأطفال موسيقيًا.
    نحن نعمل كفريق متكامل لإعداد أصوات قوية وأداء فني راقٍ يليق باسم قصر الثقافة والفرقة.

س: حدثينا عن مشاركة الفرقة في الحفلات الأخيرة.
شاركت الفرقة بحمد الله في حفلتين كبيرتين:

  • حفلة المولد النبوي الشريف
  • حفلة نصر أكتوبر المجيد
    ونالتا إعجاب الجمهور والمسؤولين لما قدمه الأطفال من أداء صادق ومؤثر يعبر عن حبهم لله والوطن.

س: ما الفئة العمرية لأعضاء الفرقة؟
أعمار الأطفال تتراوح بين 7 سنوات و16 سنة، ومعظمهم من مناطق فيصل، الجيزة، إمبابة، والهرم، وبعضهم من العياط وبني سويف. ورغم اختلاف البيئات، إلا أن حب الفن الهادف جمعهم بروح واحدة.

س: كيف يتم تدريب الأطفال ودعمهم؟
نحن نتدرب داخل قصر ثقافة الجيزة الذي يوفر لنا القاعة فقط، أما باقي المستلزمات من ملابس وتكريمات وإعداد حفلات فتُدار من خلال جهودنا الذاتية ومساهمات رمزية من أولياء الأمور الذين يؤمنون برسالة الفرقة.
كما أن التزام الأطفال وتعاون أسرهم هو سر نجاحنا الحقيقي.

س: ما أبرز أهداف “فرقة الأحلام” في المرحلة القادمة؟
نطمح أن تكون الفرقة نموذجًا للفن الهادف على مستوى مصر والوطن العربي، وأن نشارك في احتفالات مع أطفال الدول العربية، خاصة أطفال فلسطين والسودان واليمن وسوريا والعراق، لنثبت أن الفن يمكن أن يكون رسالة وحدة وسلام.
كما نعمل على دمج التمثيل المسرحي مع الإنشاد الديني والوطني لتقديم عروض متكاملة تجمع بين الصوت والأداء الدرامي.

س: كلمة أخيرة توجهينها؟
أوجه رسالة لكل ولي أمر:
ادعموا أبناءكم في الأنشطة الفنية الهادفة، فالفن ليس لهوًا، بل وسيلة لتربية الروح وغرس القيم.
وأشكر كل من آمن بفرقة الأحلام ودعمنا، وعلى رأسهم د. كرم ربيع مدير قصر الثقافة، والمايسترو نادر مونجي، وأولياء الأمور الذين شاركونا هذا الحلم الجميل.


هكذا تثبت فرقة الأحلام أن الفن ليس فقط نغماً وصوتاً، بل بناء للإنسان وروح الوطن.
ومن رحم الجيزة يولد جيل جديد يصدح بالأمل، يردد أن “الفن رسالة، والإنشاد حياة، والوطن حب لا ينتهي”.












تعليقات