جواد يوسف الأمير / بغداد
بعد أن كانت سوريا الدولة المحورية الوازنة في المنطقة التي يحسب لها حساب بين الأمم والمجتمع الدولي وكانت من أكثر الدول اماناً واستقراراً .
عاش شعبها أكثر من خمسون عاماً في حالة من الهدوء
والأمان لا يعرف الخوف ولا يخشى من شيء .
سوريا كانت من الأوائل في العلم والثقافة تتقدم فيها
على جميع دول المنطقة
وكان لها الحضور المميز في كل المحافل الدولية .
أما اليوم فقد صارت سوريا الوجه الآخر الذي لا يستحسنه أحد سوريا صارت مرتعاً للجهل وملاذاً للمجرمين والجهاديين المرتزقة يحكمها قطاع الطرق
والبداوة والقرباط الذين لا يملكون سوى ثقافة الموت
وحد السيف وتقطيع الأوصال .
سوريا اليوم ولأول مرة كانت نسبة الرسوب فيها
بالشهادتين عالية لا نعرف السبب ولماذا حدث ذلك
وكل يحلل على كيفه !؟؟
ومنهم من يقول أن الحكومة الإنتقالية دعمت محافظة
إدلب بالنجاح أكثر من باقي المحافظات فكان عدد الرسوب فيها بصفوف الطلاب كبيراً ؟؟
يتساءل المواطن والمراقب والمحب الذي كان يعشق
سوريا ويتغنى بها سوريا إلى أين ؟؟!!
سوريا أصبحت جحيماً لا يطاق ووطناً مسلوب وشعب جائع فرضت عليه هذه الحرب نمط جديد من الحياة
فرضت عليه الطائفية من الخارج للإقتتال وتمزيق الوطن فرضت عليه الكراهية والعنف والتحريض والحقد ضد جميع المكونات .
والسؤال : أين المخلص ومتى ؟؟
إنها اللعبة الدولية القذرة سوريا دمرت كرمى لإسرائيل
دمروا سوريا ليعيش الكيان الصهيوني الذي كاد أن يزول لولا دعم وخيانة العرب الذين وقفوا في صفه
وتخلوا عن فلسطين الأم صاحبة القضية المحقة !!
سوريا باعتها السعودية وقطر والإمارات ومصر ومملكة
الاردن كما باعوا فلسطين وكما باعوا كراماتهم وباعوا
انفسهم للعدو مقابل ثمن بخس وتخلوا عن أهم سلاح
عربي وقف بوجه العدو الصهيوني واركعه لسنوات وانتصر عليه في عدة مراحل .
باعوا المقاومة اللبنانية الباسلة التي رفعت رأس العرب عالياً وهزمت أكبر قوة في المنطقة وحاصروها ومازالت دولتين من دول الخليج تصر وتعمل على إنهاء المقاومة
اللبنانية وحصارها وتسليم سلاحها سلاح الكرامة والشرف الذي لا يمكن ان يتخلى عنه كل مواطن عربي
شريف و خصوصاً في هذه المرحلة التي تعيشها المنطقة وسوريا تسيطر عليها سكاكين المجرمين وعصابات الإرهاب المدعومة من تركيا وباقي الدول .
سوريا لن تعود الآن كما كانت فهي تحتاج لمجهود
كبير وتحتاج لرجال يحملون فكراً وطنياً يعملون بكل الطاقات لإعادة هيكلة سوريا والتخلص من هذه الشرزمة والحسالات التي جلبها الفريق المتخصص بدمار سوريا .
هل يمكن أن تعود سوريا ؟؟ لا شيء صعب على السوريين الذين عانوا في الماضي الكثير والكثير
وتعرضت سوريا إلى مراحل صعبة وقاسية وتغيير وانقلابات وتصفيات سوريا تعود بهمة ابناءها ووعيهم
وايمانهم بحب الوطن ونبذ الطائفية والتصدي للمشروع
الاستعماري الجديد الذي تخطط له الدول المحتلة لسوريا حالياً وطرد قوات الاحتلال وإعادة الشرعية
السورية الحقيقية المتمثلة بشرفاء سوريا الغيارى على بلدهم وشعبهم وابناءهم وعرضهم .
هكذا يمكن أن تعود بمقاومة شبابها لكل مخططات التقسيم والسرقة التي تتعرض لها ونهب خيراتها !!
تعود بتوحيد الأبناء والعودة إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك .
تحيا سوريا على أمل أن يراها الجميع كما كانت سوريا
بلد لكل المحبين وشامها شام الياسمين .!!!
جواد يوسف الأمير / بغداد
ً
تعليقات
إرسال تعليق