سها البغدادي: مصر لن تقبل هذا الإستهداف الممنهج وكرامة أفراد بعثتها الدبلوماسية خط أحمر

 

المتطرف يصور موظفين السفارة المصرية وهو يسبهم أمام الشرطة الهولندية 


تصريح رسمي – سها البغدادي

إن ما جرى أمام السفارة المصرية في هولندا من اعتداءات لفظية وتجاوزات قام بها المدعو أنس حبيب وصديقه، لا يمكن فصله عن مؤامرة واضحة تستهدف تشويه صورة مصر في الخارج، عبر اتهامها زورًا بالتواطؤ مع إسرائيل وقتل أهل غزة. والهدف من وراء ذلك هو الزج بمصر في أتون الحرب، كوسيلة جديدة من وسائل الضغط على الدولة المصرية التي تقود معركة سياسية وإنسانية متوازنة في أصعب الظروف الإقليمية.

إن إرسال مثل هؤلاء النشطاء المتطرفين للاشتباك مع موظفي السفارات المصرية بالخارج، وتكرار نفس السيناريو في أكثر من دولة، يعكس مخططًا مفضوحًا يهدف إلى استباحة كرامة الموظف المصري أثناء أداء عمله، واستفزازه عمدًا لإحداث رد فعل يتم استغلاله إعلاميًا ضد مصر.

والأخطر من ذلك أن الشرطة في هذه الدول الأجنبية تتعمد عدم استخدام الردع القانوني مع المتطرفين، بحجة أنهم لا يحملون سلاحًا، بينما تسمح في الوقت نفسه بإهانة الدبلوماسي المصري علنًا، والتعدي اللفظي عليه، والتشهير به عبر البث المباشر، بل وتسمح بتكرار الفعل غير الأخلاقي مرات متتالية كما حدث في هولندا، حيث تم الإفراج عن المعتدي ليعاود إساءاته في نفس اليوم.

إنني أؤكد أن هذا السلوك يمثل ازدواجية معايير فجة تتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان التي تدّعي هذه الدول حمايتها. فمن أبسط حقوق الإنسان أن يتم صون كرامة موظف السلك الدبلوماسي أثناء أدائه لمهامه الرسمية، وحمايته من أي اعتداء أو إهانة، لا أن يُترك مستباح الكرامة دون تدخل رادع.

وعليه، فإنني أطالب جميع هذه الدول بضرورة تطبيق مبادئ حقوق الإنسان بعدالة كاملة، والالتزام بالاتفاقيات الدولية التي تفرض على سلطاتها واجب حماية الدبلوماسيين المصريين والحفاظ على كرامتهم، بدلًا من غض الطرف عن اعتداءات متطرفين يسيئون لمصر ولرموزها الوطنية.

إن مصر لن تقبل بهذا الاستهداف الممنهج، وستظل كرامة أبنائها خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.


تعليقات