فنانات على مسرح التجسس.. الوجه الخفي لعالم الأضواء في مصر

كتبت..  سها البغدادي 

الفن كغطاء استخباراتي

لم يكن الفن في مصر الأربعينيات والخمسينيات مجرد وسيلة للترفيه، بل تحوّل – في بعض الحالات – إلى غطاء استخباراتي استُخدم لاختراق المجتمع المصري وجمع معلومات خطيرة. الجمال والشهرة كانا السلاح الأخطر، ومن خلالهما تحولت بعض الفنانات إلى أدوات بيد أجهزة أجنبية.

رقية إبراهيم.. بطلة على الشاشة وجاسوسة في الخفاء

  • ممثلة يهودية مصرية، تألقت في السينما في الأربعينيات.
  • بعد هجرتها إلى الولايات المتحدة، ارتبط اسمها بتسريب معلومات عن مشروع السد العالي.
  • تشير شهادات إلى ضلوعها في المؤامرة التي انتهت باغتيال العالمة المصرية د. سميرة موسى في أمريكا عام 1952.

كاميليا.. لغز الطائرة المنكوبة

  • اسمها الحقيقي ليليان ليفي كوهين، ممثلة شهيرة أبهرت الجماهير.
  • ارتبط اسمها بشبهات اتصال مع الموساد ونقل معلومات حساسة.
  • رحلت فجأة في حادث تحطم طائرة عام 1950، في واقعة غامضة ما زالت تثير الجدل حتى اليوم.

بهية حجازي.. مطربة الملاهي وشبكة الأجانب

  • مطربة في الملاهي الليلية بالقاهرة، تورطت في علاقات مع أجانب.
  • كشفت المخابرات المصرية في الخمسينيات أنها جزء من شبكة تجسس تستغل الوسط الفني لجمع معلومات.

إيستر ماسيكا.. المسرح بداية الحكاية

  • من أوائل الفنانات اليهوديات على المسرح المصري.
  • وفقًا لبعض الوثائق، كانت ضمن شبكة صهيونية تعمل تحت ستار النشاط الفني قبل عام 1948، وساعدت في تمرير معلومات وتحركات لصالح المشروع الصهيوني.

لماذا الفنانات؟

  • الجمال والشهرة: وسيلة للاقتراب من السياسيين والعسكريين وكبار المسؤولين.
  • الحفلات والصالونات الفنية: أماكن مثالية لتبادل المعلومات دون إثارة الشبهات.
  • السفر للخارج: غطاء لتسليم تقارير أو تلقي تعليمات تحت ستار المشاركة الفنية.
  • الأنشطة المشبوهة والتجارات المحرمة والجرائم المنظمة تحت مظلة أعمال الخير 

المخابرات المصرية تفضح الشبكات

ورغم خطورة هذه الاختراقات، فإن أجهزة الأمن المصرية منذ الخمسينيات نجحت في تفكيك شبكات واسعة للتجسس، ووضعت حدًا لمحاولات استغلال الوسط الفني لضرب استقرار الدولة.

الفن بين الخيانة والبطولة

وكما شهدت مصر فنانات انزلقن إلى وحل العمالة والجاسوسية، فقد أنجبت أيضًا عمالقة للفن الوطني جعلوا من الفن درعًا يحمي هوية الوطن:

  • أم كلثوم التي غنّت لمصر وشدت عزيمة الجنود في أصعب اللحظات.
  • عبد الحليم حافظ الذي تحولت أغانيه إلى أناشيد وطنية في زمن النصر.
  • يوسف شاهين وصلاح أبو سيف اللذان قدما سينما تحمل وعيًا اجتماعيًا ورسائل وطنية.

هؤلاء أثبتوا أن الفن الحقيقي لا يخون، بل يخلّد الذاكرة ويصون وجدان الأمة. وبين الخيانة والبطولة، يظل المسرح والسينما والغناء ميدانًا لصراع بين من يستغل الأضواء لهدم الأوطان، ومن يجعلها شعاعًا للبناء.



تعليقات