كتبت .. سها البغدادي
منذ انقلابها على السلطة الفلسطينية عام 2007، تحوّلت حركة حماس من فصيل يرفع شعار "المقاومة" إلى سلطة حديدية تحكم غزة بالنار والسلاح، تاركة خلفها سجلًا دامياً من الاغتيالات، القمع، الفساد، ونهب المساعدات.
وبينما يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت الحصار والفقر، تواصل الحركة فرض قبضتها بالترهيب والقتل والتجويع، في مشهد يختزل كيف تحوّل القطاع إلى سجن كبير وساحة تصفية حسابات داخلية.
🔴 الانقلاب الدموي عام 2007: البداية السوداء
في يونيو 2007، نفّذت حماس انقلابًا مسلحًا على السلطة الفلسطينية، استولت خلاله على قطاع غزة بالقوة، بعد معارك دامية مع عناصر حركة فتح وقوات الأمن الوطني.
شهدت تلك الفترة عمليات إعدام ميداني لعشرات من أبناء الأجهزة الأمنية، ورُميت الجثث من فوق أسطح المباني في مشهد صدم الفلسطينيين والعالم.
منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش" وثّقت حينها إعدامات علنية واعتقالات تعسفية وتعذيبًا للمعتقلين داخل سجون حماس.
⚫ سنوات من القمع والتنكيل
منذ سيطرتها، فرضت حماس نظامًا بوليسيًا صارمًا، يعتمد على أجهزة أمنية تراقب تحركات المواطنين والناشطين والإعلاميين.
تمت ملاحقة المعارضين، واعتقال مئات الصحفيين والنشطاء بتهم “إضعاف روح المقاومة” أو “التخابر مع الخارج”.
في عام 2013، أعدمت الحركة عددًا من المتهمين دون محاكمات عادلة، واعتدت على نساء شاركن في احتجاجات ضد ارتفاع الأسعار وسوء الأوضاع المعيشية.
حتى خلال فترات الحرب مع إسرائيل، لم تتورع حماس عن قمع أي صوت ينتقدها، متهمة المعارضين بالخيانة أو العمالة، في حين يرزح السكان تحت بطشها وخوفهم من بطش الأجهزة الأمنية التابعة لها.
🕳️ فساد ممنهج ونهب للمساعدات
مع اشتداد الحصار على غزة، تدفقت مئات الملايين من الدولارات كمساعدات إنسانية من قطر وتركيا ومنظمات دولية.
لكن بدلاً من أن تصل إلى الفقراء والمنكوبين، سيطرت حماس على توزيعها، ووجهتها نحو تمويل نشاطاتها العسكرية ومصالح قادتها.
شهادات من داخل القطاع أكدت أن مساعدات غذائية وطبية تم بيعها في السوق السوداء بأسعار خيالية، فيما حُرم آلاف الأسر من الطحين والدواء.
وفي كل حرب، تتكرر نفس الصورة: تتدفق التبرعات، وتختفي المساعدات، ويزداد الجوع.
منظمات دولية عدة أبدت شكوكها في شفافية إدارة حماس للأموال، خصوصاً مع تضخم ثروات قادتها وامتلاك بعضهم لعقارات داخل وخارج غزة.
🔥 الاعتداءات الأخيرة بعد الحرب: رعب داخلي في غزة
مع توقف العمليات العسكرية في 2025، خرجت حماس من أنفاقها لتبدأ حملة جديدة من الاعتقالات والتصفيات ضد شباب وناشطين اتهمتهم “بالتعاون مع الخارج” أو “نشر الفوضى”.
شهود من داخل القطاع تحدثوا عن إعدامات ميدانية واعتداءات على نساء وكبار سن، في محاولة من الحركة لترهيب السكان واستعادة السيطرة الكاملة بعد انكشاف ضعفها خلال الحرب.
وتُظهر تسجيلات مسربة أن عناصر حماس داهموا منازل المدنيين، واعتقلوا عشرات الأشخاص ممن انتقدوا أداء الحركة على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تكتّم إعلامي شديد.
💰 تمويل إيراني وحروب غير محسوبة
تتهم مصادر فلسطينية وإقليمية حماس بأنها زجّت بقطاع غزة في حروب متكررة لخدمة أجندة إيران، التي تموّل جناحها العسكري بالسلاح والمال مقابل استمرار التوتر مع إسرائيل.
ورغم مئات ملايين الدولارات التي حصلت عليها الحركة باسم "إعادة الإعمار"، لم تُبنَ منازل المدمّرين، ولم تُشترَ خيامٌ أو طحين، بينما ازدادت أرصدة القادة في الخارج.
⚖️ غزة اليوم: ضحية الحكم والاحتلال معاً
بعد 18 عامًا من حكم حماس، لا يزال القطاع غارقًا في الفقر، والبطالة، والدمار، وسط انهيار اقتصادي واجتماعي غير مسبوق.
أبناء غزة اليوم يعيشون بين نارين: نار الاحتلال من الخارج، ونار القمع من الداخل.
وبينما تتحدث الحركة عن “المقاومة والتحرير”، تبقى الحقيقة المؤلمة أن الشعب وحده هو من يدفع الثمن — بالدم، والجوع، والصمت المفروض بقوة السلاح.
✍️ خاتمة
لقد تحوّل حلم “تحرير فلسطين” تحت حكم حماس إلى كابوسٍ من الفساد والاستبداد، حيث باتت الحركة التي رفعت شعار المقاومة تُمارس أبشع صور القمع ضد أبناء جلدتها.
ويبقى السؤال: إلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني رهينة بين الاحتلال من جهة، وحكم الميليشيا من جهة أخرى؟
تعليقات
إرسال تعليق