لا يختلف اثنان بأن الجنوب العربي بمثابة الدجاجة التي كانت تبيض للحوثي وللإصلاح والمؤتمرين صواريخ فرط صوتية، وأسلحةً، وأموالًا، ومخدرات التي سمحت لهم حتى ما قبل تحرير الجنوب أن يصمدوا أكثر من عشر سنوات أمام الحصار الذي ضُرِبَ حولهم، وقاوموا عاصفة الحزم، أما اليوم وبعد تحرير الجنوب من قبضة هذا التحالف الثلاثي غير المعلن فقد تغيرت الخارطة بدرجة مائة وثمانين درجة، ولم يعد ذلك الثلاثي له أي تمثيل على الأرض الجنوبية مطلقا لا بل يرون أنفسهم اليوم محاصرين في منطقة مطوقة تماما من كل الجهات ففي الجهة الغربية هناك الحصار البحري في البحر الأحمر، وجنوبه قوات طارق عفاش، ومن الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية قوات المجلس الانتقالي، ومن الجهة الشمالية المملكة العربية السعودية، ولا خيار أمام هذا الثلاثي اليوم غير أنه إما سيقتلون الشعب اليمني جوعًا ويتاجرون بمعاناتهم في المحافل الإعلامية الدولية، وهذا ما سيحدث بالضبط أو الاستسلام لحقيقة عليهم الاعتراف بها بأنهم بالفعل هُزِمُوا وطريق المفاوضات هو الخيار السليم لتقليل الخسائر، وأفضل من الانتحار .
الكرة الآن في ملعب دول الخليج بالتحديد، وليس بأي ملعب آخر بما فيه الملعب الدولي فعليها حقيقة أن ترد جميل الشعب الجنوبي وقواه وقادته الذين هم من لهم الفضل بعد الله بأن حرروا الجنوب العربي، وقطعوا طريق إمداد عدوهم الذي حاربوه سنوات، ولم يهزموه بينما هزمه الشعب الجنوبي بصموده.
لذلك لا بد لدول الخليج من الاعتراف بهذا الإنجاز التاريخي للشعب الجنوبي؛ وعليه فإن مكافأته يفترض أن تكون مكافأتين، الأولى وهي الأهم الاعتراف بدولة الجنوب، والثانية هي تبني خطة مارشال خليجية لإعادة إعمار الجنوب فالشعب الجنوبي لا تقل أهمية عن الشعب السوري الذي اعتمدت دول الخليج خطة مارشال لإعادة إعماره، فالأقربون أولى بالمعروف، والمؤكد بأن الشعب الجنوبي سيكون داعما لهم لاستقرار دول الخليج بحكم أنه عمق الخليج الإستراتيجي غير ذلك سترتكب دول الخليج خطيئة تاريخيّة ستكلّفها الكثير.
فهل تعترف دول الخليج بعودة دولة والجنوب، وتتبنى خطة مارشال خليجية لإعادة إعماره؟
هذا ما آمله…
“anwar_alrasheed

تعليقات
إرسال تعليق