حروب غير محسوبة.. بين النص الشرعي وعبث الميليشيات

ممثل حماس يكرم الحوثي في صنعاء

كتبت .. سها البغدادي 

منذ نزول الوحي، وضع الإسلام ضوابط واضحة لتنظيم الحروب ومواجهة الأعداء، مؤكدًا أن التهور والمغامرة العسكرية دون إعداد كافٍ هو إلقاء بالنفس إلى التهلكة، كما جاء في قوله تعالى:

 ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].

وقال النبي ﷺ: «لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا» [البخاري ومسلم]، ليؤكد أن الحرب لا تُخاض بالشعارات، بل بالحسابات الدقيقة والإعداد العسكري والسياسي.

لكننا نرى اليوم جماعات مسلحة ترفع شعار المقاومة بينما تمارس عبثًا سياسيًا وعسكريًا، يضر بالشعوب أكثر مما يضر بالعدو.

حماس.. حرب غير محسوبة أحرقت غزة

جماعة حماس الإخوانية ورّطت غزة في حرب لم يكن لها عُدة ولا استعداد، تاركة المدنيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

حماس دخلت المعركة بعاطفة لا بعقل، فخسرت غزة الآلاف من الشهداء والبيوت والبنية التحتية، بينما إسرائيل لم تفقد شيئًا يُذكر استراتيجيًا.

إنها سياسة "المقامرة بالدماء" لا "المقاومة"، وهو ما يخالف تعاليم الإسلام التي أمرت بالإعداد قبل القتال:


 ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60].


الحوثيون.. عبث يضر اليمن والعالم


وفي اليمن، ورّطت ميليشيات الحوثي البلاد في حرب طويلة أنهكت الشعب، ثم خرجت إلى البحر الأحمر بعمليات تستهدف حركة التجارة الدولية والسفن، مما ألحق أضرارًا جسيمة بالاقتصاد اليمني وبالتجارة العالمية، دون أن تحقق أي خسارة حقيقية لإسرائيل.

لقد تحولت "شعارات مواجهة إسرائيل" إلى مجرد ضجيج إعلامي وضرر اقتصادي عالمي، والنتيجة: عزلة دولية متزايدة لليمن، ومعاناة متفاقمة لشعبه.

بين النص الشرعي والواقع

النصوص الشرعية واضحة: لا حرب بلا إعداد، ولا مواجهة بلا خطة، ولا مقاومة على حساب الشعوب.

لكن الميليشيات التي تزعم تمثيل الإسلام تقود الأمة إلى التهلكة، مخالفة وصايا القرآن والسنة، جاعلة من الحروب وسيلة للابتزاز السياسي أو خدمة أجندات إقليمية، بينما الشعوب وحدها تدفع الثمن.

الخلاصة

الإسلام دين واقعية وحكمة، لا دين شعارات وعبث. وما تقوم به حماس والحوثيون ليس "جهادًا" بالمعنى الشرعي، بل مغامرات غير محسوبة جرّت الخراب على غزة واليمن، وأضرت بالبحر الأحمر والتجارة العالمية، بينما إسرائيل تظل بعيدة عن أي خسائر حقيقية.

إن مواجهة العدو تحتاج إلى إعداد استراتيجي، ووحدة وطنية، ورؤية سياسية، لا إلى مغامرات ميليشياوية تبيع الأوهام وتشتري الدماء.

تعليقات