![]() |
| صورة بالذكاء الاصطناعي |
وصلتنا استغاثة مؤلمة من سيدة بسيطة اسمها س. أ.… امرأة بدأت حياتها من الصفر، كافحت وحدها لتربي أبناءها وتبني لهم حياة كريمة. سيدة اشتغلت بكل ما تستطيع، من بيع الخضار في الأسواق، إلى العمل في تجهيز العرائس، ثم الدخول في مجال العقارات… فقط لتقف على قدميها وتقول: “أولادي يستحقون الأفضل.”
وبالفعل، استطاعت بعرق جبينها أن تشتري شقة هي كل ما تملك… حلم عمرها وأمان مستقبلها.
لكن كل شيء انقلب فجأة.
تقول السيدة إنها كانت تعمل مع صاحب عقار في مجال المقاولات، وكانت الأمور تسير بشكل جيد، حتى بدأ يضغط عليها بشكل متوحش، عبر رجال يتبعونه، لإجبارها على التنازل عن شقتها. تهديدات… ضغوط… حصار نفسي متواصل… حول حياتها من نجاح واستقرار إلى كابوس يومي.
ومع الوقت لم تتحمل أعصابها هذا الانهيار، فبدأت في السقوط… انهيار عصبي حقيقي كما يقول تقرير الطبيب النفسي لاحقًا.
لكن الفاجعة الكبرى لم تكن فيما فعله صاحب العقار…
الفاجعة كانت في خيانة الدم.
تروي السيدة أن أختها – التي كانت أمانها وسندها – اتفقت مع صاحب العقار، وسلمتها بنفسها لمستشفى الأمراض النفسية، وادعت زورًا أنها مدمنة. لكن التقرير الطبي أثبت الحقيقة:
السيدة لم تكن مدمنة… كانت منهارة نفسيًا فقط من شدة الضغوط.
وبينما كانت تتلقى العلاج النفسي…
كان صاحب العقار يعقد جلسة عرفية في غيابها تمامًا، ويحكم عليها بدفع 300 ألف جنيه ومغادرة شقتها!
مع أنه ليس له أي صفة قانونية، والجلسة غير شرعية، والقرار صادر دون وجودها ولا دفاع عنها.
وعندما عادت من رحلة عمرة حاولت أن تُرمم فيها روحها المكسورة…
وقفت أمام باب شقتها – بيتها، حلم عمرها – وأدخلت المفتاح.
لكن المفتاح لم يفتح.
فتحت الباب… فوجدت غرباء يعيشون داخل منزلها.
قدمت محضرًا… بلا نتيجة.
بحثت عن حقها… بلا استجابة.
وتقول إن صاحب العقار اُستولي على كل مستنداتها… محلاتها في جمصة… عقد شقتها… ذهبها… أثاثها… ملابسها… كل تفاصيل حياتها.
اليوم، بعد رحلة كفاح طويلة…
أصبحت بلا بيت.
تنام أحيانًا عند صديقة… وأحيانًا في سيارة.
تواجه تنمرًا وتهديدات وتشويه سمعة… وتعيش صدمة خيانة أختها، التي حرمتها الإحساس بالأمان والثقة في البشر.
واليوم، تقف هذه المرأة المنهكة، التي لم تطلب في حياتها شيئًا سوى أن تعيش بكرامة، وتقول:
“نفسي أرجع أعيش في شقتي… نفسي أرجع اشتغل في محلاتي… نفسي أرجّع حقي بس.”
قدمت شكاوى لرئاسة الوزراء، والمجلس القومي للمرأة، ومنظمات حقوق الإنسان… وما زالت تنتظر من يسمعها.
هذه ليست مجرد قصة… هذه صرخة.
صرخة امرأة ضاع عمرها في لحظة، وتبحث فقط عن مغيث يعيد لها حقها وكرامتها.

الحمد لله رب العالمين يارب
ردحذف