الجزر الثلاث - احتلال ايراني بقوة السلاح

 


سلسلة ما يكتبه سمير ياسين

الأمين العام للجبهة العربية لتحرير الأحواز 


#صوت_الأحواز 

#الجبهة_العربية_لتحرير_الأحواز 


في 30 نوفمبر أعادت طهران تأكيد احتفالها بما تسميه اليوم الوطني للجزر الثلاث (أبو موسى، طنب الكبرى، طنب الصغرى). 

القرار ليس جديدا، لكنه في توقيته يحمل رسالة واضحة، وهي محاولة لتحويل الاحتلال العسكري إلى شرعية قانونية، ويسعى لطمس هوية سكانها العرب.

عندما انسحبت بريطانيا من الخليج العربي عام 1971، كانت الجزر تحت إدارتها و يقطنها سكان عرب.

 الحل الطبيعي كان أن تنضم إلى الإمارات، الدولة الأقرب إليهم تاريخا وهوية، لكن في 30 نوفمبر من العام نفسه اقتحمت القوات الإيرانية الجزر بالقوة. 

لم تكن استعادة كما تدعي طهران، بل احتلالا عسكريا صريحا رفضته الإمارات منذ اليوم الأول.

 ومنذ ذلك الحين يعيش سكان الجزر العرب تحت سلطة فرضت عليهم لغتها وثقافتها، في محاولات منظمة لمحو هويتهم، كما يحدث في الأحواز وكردستان وبلوشستان واذربيجان، حيث القمع والتهميش يطولان كل من يختلف عن المركز.

تحاول إيران من خلال هذا اليوم الوطني أن تقنع الداخل بأنها قوية ومتماسكة، بينما الواقع عكس ذلك تماما. اقتصاد منهار، تضخم مرتفع يتجاوز 40 بالمئة، وغضب شعبي متزايد بسبب الفقر والقمع. 

وسط هذا الانهيار تبحث السلطة عن رمز يوحد الشعوب المتعبة، حتى ولو كان رمزا زائفا مبنيا على أرض محتلة. 

إنها محاولة لتغطية الضعف الداخلي بعرض خارجي من القوة.

لا توجد أي وثائق قانونية تمنح إيران حقا في هذه الجزر، ولا يمكن للقوة أن تتحول إلى شرعية بمرور الزمن. 

السيطرة لا تصنع ملكية، مهما طال امد الاحتلال.

 ومع أن دول الخليج تتجنب المواجهة المباشرة وتختار الصمت الدبلوماسي، فإن الصمت هنا ليس حيادا، بل قبولا ضمنيا بواقع مفروض.

أما الصوت الأهم فهو صوت سكان الجزر أنفسهم، رجال ونساء وأطفال يقاومون النسيان و يحافظون على لغتهم و تراثهم في وجه محاولات الطمس، كما يفعل الأحوازيون والأكراد والبلوش والأذريون داخل إيران. 

كلهم ضحايا سياسة واحدة، سياسة محو الهويات.

الجزر الثلاث ليست نزاعا معقدا، بل احتلالا واضحا تبرره طهران بالرموز والشعارات.

 سيأتي يوم تُستعاد فيه هذه الجزر إلى أصحابها، لكن السؤال الأعمق هو: هل ستُستعاد معها الذاكرة؟

 هل ستعود الهوية التي حاول الاحتلال محوها؟

 فالاحتلال لا يُقاس بمساحة الأرض، بل بما يُمحى من ذاكرة الناس.

تعليقات

  1. بكل فخر وامتنان، نوجّه تحية لجريدة "صوت العرب" على دورها الريادي في دعم القضية الأحوازية، وفتح صفحاتها لنشر صوت أبناء الأحواز ومعاناتهم وتطلعاتهم. إن هذا الموقف الإعلامي النبيل يعكس التزامًا حقيقيًا بقضايا الأمة، ويُسهم في إيصال الحقيقة إلى الرأي العام العربي والدولي.

    استمراركم في تسليط الضوء على نضال الأحوازيين من أجل الحرية والكرامة هو دعم لا يُقدّر بثمن، ويُعزز من حضور قضيتهم في الوعي الجمعي. فلكم منا كل الشكر والتقدير، ونأمل أن تبقى "صوت العرب" منبرًا حرًا لكل صوت مظلوم.

    ردحذف
  2. بارك الله في موقعكم العروبي المشرف والمتمثل في نصرة القضية الاحوازية...
    اخوكم فؤاد سلسبيل ابو رسالة الاحوازي

    ردحذف

إرسال تعليق