كتبت سها البغدادي
أعلنت القوات الجوية الأمريكية عن تأجيل جديد في موعد تسليم أولى الطائرات الرئاسية الجديدة من طراز “إير فورس وان” التي تُصنَّعها شركة بوينغ الأمريكية، ليصبح منتصف عام 2028 بدلاً من الموعد السابق المتوقَّع، في أحدث حلقات التأخير المتكررة لمشروع يعدّ من أهم برامج النقل الرئاسي في الولايات المتحدة.
ووفق وكالة بلومبرغ نيوز، جاء القرار بعد مناقشات مستمرة بين القوات الجوية وشركة بوينغ حول الجدول الزمني، في ظل استمرار التحديات الهندسية واللوجستية التي أعاقت تقدم المشروع. التسليم الجديد يمثل تأخيراً إضافياً يصل إلى نحو أربع سنوات مقارنة بالموعد المتعاقد عليه أصلاً الذي كان محدداً في ديسمبر 2024.
الطائرات الجديدة، وهي نسختان معاد تحويلهما من طراز Boeing 747-8، مُصمَّمة لتلبية أعلى المعايير الأمنية والتقنية لنقل الرئيس الأمريكي، بما في ذلك أنظمة اتصالات حديثة وقدرات دفاعية متقدمة. ومع ذلك، فإن سلسلة التأجيلات أثارت استياءاً داخل الإدارة الأمريكية التي كانت تأمل في استخدام الطائرات الجديدة قبل نهاية ولاية الرئيس الحالي.
وكان من المتوقع في وقت سابق أن يقوم الرئيس الأمريكي الحالي باستخدام هذه الطائرات قبل نهاية ولايته في يناير 2029، لكن التأجيل الأخير يشير إلى أن هذه الإمكانية قد تكون غير مضمونة بعد الآن. وتُعدّ هذه التطورات جزءاً من تحديات أوسع تواجه “بوينغ”، التي تكافح لإدارة سلسلة تسجيلات التكاليف وتعقيدات الإنتاج في برنامج “إير فورس وان”.
من جانبها، أكدت الشركة أن العمل مستمر وأنها تُركّز جهودها على تسليم طائرتين رئاسيتين استثنائيين للولايات المتحدة، بينما يتابع البيت الأبيض وأجهزة القوّات الجوية مراقبة التقدم لضمان الالتزام بأعلى معايير السلامة والجودة.
وتعكس هذه التأجيلات التحديات الكبيرة التي تواجه صناعة الطيران في تنفيذ مشاريع بنى تحتية معقدة وحيوية، لا سيما تلك التي تتطلب مواصفات فائقة ومستويات أمان قصوى تتناسب مع مهام القيادة السياسية. كما يسلّط التأجيل الضوء على قدرة الشركات الأميركية الكبرى على موازنة الضغوط التجارية والتنفيذية في ظل توقعات عالية من الحكومة الأمريكية والمجتمع الدولي.
في هذا السياق، يبقى سؤال موعد دخول “إير فورس وان” الخدمة الفعلية معلقاً حتى منتصف 2028 على الأقل، وهو ما يضع المسؤولين أمام ضغط لإعادة تنظيم الجداول الزمنية والمواصفات الفنية لضمان تسليم هذه الطائرات الحيوية في أقرب فرصة ممكنة.

تعليقات
إرسال تعليق