كتبت .. سها البغدادي
في ظل استمرار الصراع الذي يشهده السودان منذ أكثر من سنتين بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وميليشيات قوات الدعم السريع (RSF)، تشهد الساعات الماضية تطورات أمنية وسياسية خطيرة مع تزايد الانتهاكات وتراجع فرص الوصول إلى اتفاق سلام شامل، مما يعمّق الأزمة الإنسانية في البلاد ويزيد من معاناة المدنيين.
اشتباكات وأعمال عنف مستمرة مع خسائر بشرية
رغم الجهود الدولية المتواصلة للدفع نحو هدنة أو تسوية سياسية، استمرت أعمال العنف في مناطق متفرقة من البلاد خلال الساعات الماضية، في ظل تقارير حقوقية تتهم قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات جسيمة، منها عنف جنسي منهجي، وقتل وإصابات في صفوف المدنيين، مما يعكس استمرار التدهور في الوضع الإنساني والأمني.
المنظمات الدولية تحدثت عن آلاف الضحايا المدنيين جراء القتال المستمر منذ اندلاع الحرب، بالإضافة إلى ترحيل وتهجير ملايين آخرين من منازلهم بسبب القصف والمعارك، بينما تتحدث تقديرات صحفية غربية عن أعداد مروعة من الضحايا والنازحين.
المفاوضات السياسية في مأزق
على الصعيد السياسي، تشهد الجهود الدبلوماسية لحلحلة الأزمة جمودًا واضحًا، إذ رفضت حكومة السودان بقيادة الجيش خطة سلام دولية جديدة اقترحتها الولايات المتحدة وعدد من الشركاء الإقليميين، معتبرة أن أي حل لا يحترم سيادة السودان وقراره الوطني “غير مقبول”.
ويتضمن المقترح الدولي الذي رفضته الخرطوم وقفًا إنسانيًا مؤقتًا يليه وقف دائم لإطلاق النار تليه مرحلة انتقالية نحو الحكم المدني، وهو ما قوبل بموقف متشدد من جانب الحكومة التي ترى أن إنهاء الحرب لا يمكن أن يتم إلا بإضعاف أو تفكيك قوات الدعم السريع وتسليم سلاحها بشكل كامل.
استمرار الأزمة الإنسانية وتداعياتها
تنعكس الأزمة المستمرة على المدنيين بشكل بالغ القسوة، حيث تحذر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية من مزيد من المجازر والمخاطر في مناطق الصراع خصوصًا في دارفور وكردفان، حيث تتواصل الاشتباكات وتقاوم الخدمات الأساسية الانهيار بسبب القتال ونقص الإمدادات.
كما يواجه ملايين السودانيين مخاطر الجوع، انعدام الخدمات الصحية والتعليمية، وانعدام الأمن الغذائي في ظل تراجع المساعدات الإنسانية وصعوبات الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب حواجز متحاربة وتحليق للطائرات دون تفريق واضح بين المدنيين والمواقع العسكرية.
تشظّي القوى المسلحة وتهديد وحدة البلاد
الصراع في السودان لم يعد فقط بين القوات الحكومية وميليشيات الدعم السريع، بل امتد ليشمل عناصر أخرى مسلحة مثل حركة الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال (al-Hilu) في كردفان وجنوب النيل الأزرق، ما يضيف بعدًا آخر لتعقيد الوضع الميداني والسياسي، ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل سريع.
خلفية الصراع وتداعياته العامة
بدأ النزاع في أبريل 2023 بين الجيش وميليشيات الدعم السريع، وسرعان ما تحوّل إلى حرب أهلية شاملة أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين داخليًا وخارجيًا. الصراع يشهد حاليًا تمزقات جغرافية وسياسية وتنافسًا على السيطرة على الموارد والاستراتيجية في البلاد، بينما يبقى المدنيون هم الضحايا الأكبر في هذا النزاع الطويل والمعقّد.
في آخر 24 ساعة، تصاعدت أعمال العنف في السودان وسط انتهاكات كبيرة ضد المدنيين، في حين فشلت المفاوضات السياسية في تحقيق أي تقدم ملموس، لتدخل البلاد في حلقة من العنف المتواصل وعدم الاستقرار، مع استمرار الأزمة الإنسانية التي تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

تعليقات
إرسال تعليق