«أمة تعمل… وأخرى تُهدر مستقبلها»لوحة تكشف أزمة البطالة وصرخة للحياة

اللوحة للفنان أشرف كمال فكرة خالد إبراهيم 

كتبت سها البغدادي 

تقدم لوحة الفنان أشرف كمال المخرج بالمركز القومي للسينما رؤية بصرية عميقة تعكس مفارقة صارخة بين عالمين: عالم يبني ويعمل ويقاوم من أجل الوطن، وعالم آخر غارق في اللامبالاة، يدهس عجلة الإنتاج دون أن يشعر.
اللوحة مرسومة بأسلوب كاريكاتيري لافت، لكنه شديد الواقعية في رسالته؛ إذ يُبرز الفنان في مقدمة المشهد شخصية شاب يجلس على مقهى بلا هدف، متكئًا على كرسيه، ورجله موضوعة فوق عجلة العمل، في إشارة واضحة إلى أن البطالة والكسل ليسا مجرد حالة شخصية، بل اعتداء على حركة المجتمع وتقدمه.

في الخلفية، يرسم الفنان عالمًا آخر مختلفًا تمامًا:
عمال في مواقع البناء، شباب ينفذون مهام متعددة، فرق تعمل في الشارع، حركة، شمس ساطعة، حياة حقيقية ت pulsate بالحيوية والمسؤولية. حتى المباني المرتفعة تعكس صعود الوطن من خلال جهود هؤلاء الذين قرروا أن يكونوا جزءًا من حركة البناء لا جزءًا من العطلة الدائمة التي لا تنتهي.

رسالة اللوحة

اللوحة تنتقد ثقافة الجلوس على المقاهي بلا عمل، انتظارًا لـ"فرصة الأحلام" التي لا تأتي. وتُبرز أن بعض الشباب يختارون السكون على حساب الحركة، والراحة على حساب الجهد، والصمت على حساب الفعل.
الفنان يضع أمامنا مقارنة صادمة:
هناك من يعيدون تشكيل الوطن، وهناك من يستهلكون الهواء فقط.

البطالة… طريق قصير نحو الجريمة والمخدرات

البطالة ليست فراغًا ماليًا فقط، بل فراغ نفسي وفكري وروحي. الشاب الذي لا يعمل يشعر بأنه بلا قيمة، بلا هدف، بلا دور. وهذا الفراغ هو بداية كل الطرق المظلمة:

  • باب سهل لتعاطي المخدرات هروبًا من الواقع.
  • طريق للجريمة نتيجة الضغط النفسي والعجز عن الإنجاز.
  • إحساس بالدونية يقود إلى العنف أو التطرف.
  • تآكل الانتماء للوطن لأن الإنسان يشعر أنه لا يشارك في بنائه.

المجتمع الذي تنتشر فيه البطالة يتحول تدريجيًا إلى مجتمع ينهار من الداخل، لأن العمل ليس فقط مصدر رزق، بل هو قيمة وجودية تعطي للإنسان معنى ودافعًا للاستمرار.

قيمة العمل… أساس كرامة الإنسان

العمل هو الذي يصنع الإنسان، يمنحه الثقة بالنفس، يزرع فيه الشعور بالمسؤولية، ويدفعه إلى تطوير ذاته.
العمل ليس شيئًا ثانويًا، بل هو:

  • هوية
  • كرامة
  • أمان
  • قوة
  • مستقبل

لا يوجد عمل صغير… يوجد عقل صغير ينظر للعمل بتكبر.
كل من بدأ من الصفر وصل، وكل من انتظر الوظيفة المثالية ضاعت منه سنوات بلا جدوى.

نداء إلى الشباب

يا شباب مصر والعرب…
لا تضيعوا وقتكم في الانتظار.
لا تجلسوا على المقاهي تراقبون الحياة وهي تمر أمامكم.
اعمل أي شيء… حرف، بيع، توصيل، مساعدة، تدريب…
كل خطوة ستقربكم من مستقبلكم، من فرصة أكبر، من مهنة تناسب قدراتكم.

العمل يعطيكم قيمة…
يعطيكم قوة…
يجعل المجتمع يحترمكم…
ويصنع منكم أشخاصًا قادرين على مواجهة الحياة بثبات.

ابدأ الآن…
ليس مهمًا أين تبدأ، المهم ألا تظل واقفًا في مكانك بينما العالم كله يتحرك.


تعليقات

إرسال تعليق