كتبت .. سها البغدادي
أفادت بوفاة عدد من الأطفال حديثي الولادة خلال الأيام الماضية نتيجة البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة داخل المخيمات ومراكز الإيواء المنتشرة في قطاع غزة، في مؤشر جديد على تفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.
وقالت الوزارة في بيان رسمي إن المستشفيات والمراكز الطبية سجلت حالات وفاة بين الأطفال الرضع بسبب انخفاض درجات الحرارة، في ظل نقص حاد في الوقود والكهرباء والأغطية والملابس الشتوية، مؤكدة أن القطاع الصحي بات عاجزًا عن توفير الحد الأدنى من الرعاية اللازمة، مع استمرار الضغط الهائل على الطواقم الطبية.
وأضافت الوزارة أن آلاف العائلات تقيم في خيام مهترئة لا تقي من البرد أو الأمطار، فيما يفتقر النازحون إلى وسائل التدفئة الأساسية، ما يهدد بارتفاع عدد الضحايا، خاصة بين الأطفال وكبار السن، إذا استمرت الأوضاع الحالية دون تدخل عاجل.
مستشفيات على حافة الانهيار
وأوضحت وزارة الصحة أن المستشفيات العاملة جزئيًا في غزة تعاني نقصًا خطيرًا في الوقود اللازم لتشغيل المولدات، ما ينعكس مباشرة على أقسام الحضّانات والعناية المركزة للأطفال، محذرة من أن أي توقف إضافي للخدمات قد يؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.
في السياق نفسه، حذرت منظمات إنسانية من أن الشتاء الحالي هو الأقسى على سكان غزة منذ سنوات، في ظل الدمار الواسع للمنازل والبنية التحتية، واستمرار القيود على إدخال المساعدات الإنسانية، بما في ذلك مستلزمات التدفئة.
أحاديث عن قوة دولية
بالتزامن مع تفاقم الوضع الإنساني، تتزايد الأحاديث الدبلوماسية عن إمكانية نشر قوة دولية في قطاع غزة خلال الشهر المقبل، ضمن مقترحات دولية تهدف إلى تأمين الممرات الإنسانية، وحماية المدنيين، والمساهمة في إعادة الاستقرار.
مصادر دبلوماسية تحدثت عن مشاورات جارية بين أطراف دولية وإقليمية لبحث شكل ومهام هذه القوة، وسط تباين في المواقف حول صلاحياتها ودورها، وما إذا كانت ستقتصر على الجوانب الإنسانية والأمنية أم تمتد إلى ترتيبات سياسية أوسع.
نداء عاجل
وأكدت وزارة الصحة في غزة أن الأولوية القصوى الآن هي إنقاذ الأطفال والمرضى، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتوفير الوقود، والمساعدات الشتوية، وفتح ممرات إنسانية آمنة، محذرة من أن التأخير يعني مزيدًا من الوفيات الصامتة.
وفي ظل هذا المشهد القاتم، يبقى أطفال غزة أكثر من يدفع ثمن الصراع والبرد والحصار، بينما تتجه الأنظار إلى التحركات الدولية المقبلة، وما إذا كانت ستنجح في وقف النزيف الإنساني المتواصل في القطاع.

تعليقات
إرسال تعليق