كتبت .. سها البغدادي
اندلع حريق واسع في مبنى حكومي بالعاصمة الأوكرانية كييف اليوم السبت، عقب هجوم جوي شنته روسيا مستخدمة صواريخ فرط صوتية لاستهداف العاصمة وأهداف أخرى في أنحاء البلاد، في تصعيد جديد للصراع الممتد منذ أكثر من ثلاثة أعوام بين موسكو وكييف.
وأفادت مصادر رسمية في أوكرانيا باندلاع النيران في المبنى الحكومي بعد سقوط صواريخ فرط صوتية روسية، فيما هرعت فرق الدفاع المدني والإطفاء إلى موقع الحريق لإخماد النيران ومنع امتدادها إلى مبانٍ مجاورة، وسط دخان أسود يغطي سماء المنطقة المركزية بالعاصمة.
وأعلن الجانب الروسي أن الهجوم جاء في إطار ضرب منشآت للصناعة والطاقة داخل أوكرانيا بصواريخ فرط صوتية متطورة، ووصفه بأنه رد على ما وصفته موسكو بـ«هجمات أوكرانية استهدفت أهدافًا مدنية على أراضيها». في المقابل، وصفت السلطات الأوكرانية هذا التصعيد بأنه خرق واضح للهدنة غير الرسمية والتحذيرات الدولية المتكررة بضرورة خفض التصعيد العسكري.
🔴 الاعتداءات على كييف تتكرر
وتعكس الحادثة تكرار الهجمات على العاصمة كييف، حيث سبق أن تعرضت المدينة لهجمات بصواريخ وهجمات جوية أدت إلى اندلاع حرائق في مبانٍ سكنية ومرافق مدنية وأسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين وإصابات متعددة.
وقال عمدة كييف، في تصريحات عبر منصات التواصل الاجتماعي، إن الفرق الأمنية تعمل على إخماد الحريق وتأمين المنطقة، فيما أكد مسؤولون محليون أن الدفاعات الجوية تحاول التصدي للصواريخ المتساقطة، لكن بعض الصواريخ تخترق الحماية وتسبب أضرارًا في الأبنية المدنية.
🛑 تداعيات على المدنيين
وأشار مراسلون إلى أن حالة من الذعر سادت بين السكان في المناطق القريبة من موقع الانفجار والحريق، حيث سمع دوي انفجارات قوية تردد صداها في شوارع العاصمة، وتسببت في تدمير أجزاء من الواجهة الخارجية للمبنى الحكومي المتضرر. كما تم إغلاق الطرق المحيطة ومنع الاقتراب للسكان المدنيين حرصاً على سلامتهم.
و يعكس هذا الهجوم تصاعد وتيرة الهجمات الجوية الروسية على الأهداف المدنية والحكومية داخل أوكرانيا، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لإيجاد مسارات دبلوماسية لوقف المواجهات العسكرية التي خلفت دمارًا واسعًا في البنى التحتية وأوقعت آلاف الضحايا من المدنيين منذ بداية الغزو الروسي في فبراير 2022.
🕊️ تصريحات أوكرانية وردود دولية
من جهته، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم ووصفه بأنه انتهاك صارخ للقوانين الدولية واستهداف متعمد للبنى التحتية المدنية، مطالبًا بمزيد من الدعم الدولي لتعزيز قدرات الدفاع الأوكرانية وحماية المدنيين. كما دعت عدة دول غربية إلى تكثيف الضغط على روسيا لوقف العمليات العسكرية والعودة إلى طاولة المفاوضات.
هذا وقد أثارت هذه الأحداث الأخيرة موجة قلق دولي بشأن تصعيد النزاع وإمكانية تأثيراته على الاستقرار الإقليمي والدولي، في ظل استمرار الحرب التي تشهدها أوكرانيا منذ سنوات وتستهدف فيها روسيا مواقع مدنية وعسكرية على حد سواء.

تعليقات
إرسال تعليق