كتبت .. سها البغدادي
في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية لإيجاد مخرج سياسي للحرب في أوكرانيا، أعادت تصريحات الرئيس الأمريكي خلط الأوراق، واضعة اجتماعات القادة الغربيين بشأن الأزمة الأوكرانية أمام اختبار صعب، في ظل تمسكه بسياسة “أمريكا أولًا” التي تُعيد ترتيب أولويات واشنطن الخارجية.
وخلال تصريحات إعلامية أخيرة، أكد ترامب أن الدعم الأمريكي المفتوح لأوكرانيا لن يستمر بلا حدود، مشددًا على أن أي التزام مالي أو عسكري يجب أن يخضع لحسابات المصلحة الأمريكية المباشرة، وهو ما أثار قلقًا داخل الأوساط الأوروبية قبيل اجتماعات دولية مرتقبة تناقش مستقبل الحرب ومسار التسوية السياسية.
حسابات واشنطن قبل أوكرانيا
ويرى مراقبون أن نهج ترامب يعكس تحولًا واضحًا في الموقف الأمريكي مقارنة بالإدارة السابقة، إذ يركز على تقليص الإنفاق الخارجي، ومطالبة الحلفاء الأوروبيين بتحمل العبء الأكبر من دعم كييف. هذا التوجه يضع القادة الأوروبيين في موقف حرج، خاصة الدول التي تعتمد بشكل أساسي على المظلة الأمريكية في إدارة الصراع مع روسيا.
مصادر دبلوماسية غربية أشارت إلى أن تصريحات ترامب ألقت بظلالها على التحضيرات لاجتماعات القادة، حيث بات السؤال المطروح: هل تستطيع أوروبا الاستمرار في دعم أوكرانيا سياسيًا وعسكريًا في حال تراجع الدور الأمريكي؟
قلق أوروبي ورسائل متباينة
في المقابل، تحاول كييف طمأنة حلفائها بأن الدعم الغربي لا يزال متماسكًا، إلا أن تصريحات ترامب أعادت مخاوف الانقسام داخل المعسكر الداعم لأوكرانيا، خاصة مع تزايد الأصوات داخل بعض الدول الأوروبية المطالِبة بإعادة تقييم كلفة الحرب.
ويرى محللون أن سياسة “أمريكا أولًا” لا تعني بالضرورة انسحابًا فوريًا من الملف الأوكراني، لكنها تفرض شروطًا جديدة على طاولة التفاوض، قد تدفع باتجاه تسوية سياسية أسرع، أو على الأقل تجميد الصراع بشروط مختلفة عما كان مطروحًا سابقًا.
اختبار حاسم للقادة
ومع اقتراب الاجتماعات الدولية، يبدو أن قادة الغرب أمام اختبار حقيقي لوحدة موقفهم، في ظل إدارة أمريكية تضع مصالحها الداخلية في الصدارة، وتطالب الحلفاء بتحمل مسؤوليات أكبر. وبين حسابات واشنطن وضغوط الحرب، تبقى أوكرانيا في قلب معادلة دولية معقدة، قد تعيد رسم ملامح النظام الدولي في المرحلة المقبلة.

تعليقات
إرسال تعليق