كتبت .. سها البغدادي
شهدت مدينة عدن، خلال الساعات الماضية، اعتصامات شعبية متواصلة في عدد من الساحات العامة، رفع خلالها نشطاء وصحفيون ومشاركون صور ، رئيس ، في مشهد حمل دلالات سياسية واضحة، اعتبرها منظمو الفعاليات تفويضًا شعبيًا مباشرًا للزُبيدي لتمثيل إرادة شعب الجنوب والمطالبة بفك الارتباط عن اليمن الشمالي.
وأكد مشاركون في الاعتصامات أن رفع صور الزُبيدي يأتي تعبيرًا عن الثقة الشعبية في قيادته السياسية، ودوره في الدفاع عن قضية الجنوب عربيًا ودوليًا، مشيرين إلى أن المرحلة الراهنة تتطلب موقفًا موحدًا وقيادة قادرة على نقل مطالب الجنوبيين إلى طاولة القرار الإقليمي والدولي.
وقال عدد من النشطاء، في تصريحات متداولة، إن تفويض الزُبيدي لا يستهدف التصعيد الداخلي، بل يهدف إلى إيصال رسالة سياسية واضحة مفادها أن الجنوب يمتلك قيادة وشعبًا موحدًا خلف مشروع استعادة الدولة، بعد سنوات من الصراع والتهميش.
خلفية المشهد الجنوبي
وتأتي هذه التحركات الشعبية في ظل تطورات متسارعة تشهدها محافظات جنوب اليمن، خاصة في المهرة وحضرموت وأبين، حيث تشكل هذه المحافظات عمقًا استراتيجيًا لأي مشروع سياسي جنوبي.
في حضرموت، تصاعد الجدل خلال الأشهر الماضية حول الوجود العسكري وترتيبات الأمن والسيادة، وسط مطالب شعبية بتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم، ورفض أي محاولات لفرض واقع سياسي أو أمني من خارج إرادة السكان المحليين.
أما المهرة، فقد شهدت بدورها توترات متقطعة مرتبطة بالنفوذ الخارجي والملفات الأمنية، في وقت تؤكد فيه القوى الجنوبية أن المحافظة تمثل نموذجًا لأهمية الحفاظ على القرار الجنوبي المستقل، بعيدًا عن صراعات الشمال.
وفي أبين، لا تزال الملفات الأمنية ومكافحة الإرهاب حاضرة بقوة، حيث خاضت القوات الجنوبية معارك طويلة لتثبيت الاستقرار، وهو ما يُقدَّم اليوم كدليل على قدرة الجنوبيين على إدارة أرضهم وبناء مؤسساتهم الأمنية.
رسالة الاعتصامات
ويرى مراقبون أن رفع صور الزُبيدي في عدن يحمل رسالة مزدوجة: الأولى إلى الداخل الجنوبي لتأكيد وحدة الصف، والثانية إلى الخارج الإقليمي والدولي بأن شعب الجنوب بات أكثر وضوحًا في مطالبه السياسية، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره واستعادة دولته.
وتؤكد قيادات جنوبية أن التحركات الشعبية ستستمر بشكل سلمي ومنظم، في إطار الضغط السياسي المشروع، وصولًا إلى تحقيق تطلعات الجنوبيين بعد عقود من الصراع والانقسام.

تعليقات
إرسال تعليق